============================================================
نور الدين الصابونوي فإنه من جلائل النعم ولطائف المنن. وكان في قسمته إخراج ذريته منه من الأنبياء والأولياء1 والصديقين والصالحين. والجنة لم تكن موضع التوالد والتناسل ولا موضع الكفرة والأشقياء، فأخرجه منها لتحقيق ما آراد وجوده على وجه الحكمة. فكان إخراجه من الجنة وإهباطه إلى الأرض لإظهار علمه وحكمته، ورفعة وشرفا لآدم خليفته لا عقوبة لزلته وإسقاطا لرتبته؛ إذ لو كان في الجنة لكان واحدا من العباد، وإذا نزل إلى الأرض بلغ رتبة الخلافة. والخلافة أعظم قدرا وأبين شرفا من العبادة. ولكن الله تعالى يظهر اكرام عباده بأي طريق شاء: إما من طريق المحنة2 أو من طريق النعمة.2 فأظهر على آدم ظيخل هذه الكرامة من طريق المحنة من إبداء السؤأة عليه، وزوال النعمة والراحة منه، والخروج إلى دار النصب والتعب.5 وعند رؤية التقصير من نفسه من تناول الشجرة بعد نهي الله تعالى عنه. فتبرا من حوله وقوته وتيقن أن الفوز والنجاة بفضله ورحمته، فقال: ربنا ظلتنا 97ظ) أنفسنا وإن لتر تغفر لنا وترحمنا لتكونن من الخلسرين}.2 فازداد همه على رؤية تقصيره على هم فوات الجنة، فلقاه الله تعالى كلمات الاعتذار حيث قال: فتلق ادم من ربه كلكتر فتاب عليو8 فلما قال تلك الكلمات اجتباه الله تعالى وعفا عنه وغفر له كما قال: (ئم اجنكه رنه فتاب عليه وهدي} ازداد فرحه برؤية العفو والغفران على نيل راحة الجنان. فيقتدي به أولو الألباب ويعرفون أن الاهتمام على فوات الائتمار والتقصير في الأعمال أولى من الاهتمام على فوات الحظوظ وزوال النعمة والراحة.
والاعتذار وسؤال العفو والعافية أهم من التماس المراد وسؤال الحاجة؛ 1ى: من الأولياء والأنبياء.
ي: النعمة.
: المحنة.
لمل المؤلف الله يشير إلى قوله تعالى: يپي مادم لا يفيننكم الشيطن كتا اخرح أبوتكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءتهما (سورة الأعراف 2787). وانظر ايضا: سورة طه: 121/20.
ي: النقص ي: التعب والنصب: سورة الاعراف 237.
1 سورة البقرة، 37/2.
سورة طه، 122/20.
পৃষ্ঠা ৩৫