মুখতাসার তুহফা ইথনা আশারিয়্যা
مختصر التحفة الاثني عشرية
তদারক
محب الدين الخطيب
প্রকাশক
المطبعة السلفية
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
জনগুলি
ধর্ম এবং মতবাদ
الذكر وإنا له لحافظون﴾ وكل ما يكون الله حافظا له كيف يمكن تبديله وتغييره؟ أيضا تبليغ القرآن كما كان ينزل كان واجبا على النبي ﷺ لقوله تعالى ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته﴾ ومعلوم باليقين أن من كان أسلم في عهده ﵇ اشتغل أولا بتعلم القرآن ثم بتعليمه حتى حفظه في عهده ألوف من الرجال، ثم من بعد ذلك المسلمون في جميع البلاد والقرى مشغولون بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار في الصلاة وخارجها لعلمهم بأنها أعظم القربات، ويعلمونه للأطفال قبل تعليم كل شيء، فإذا كان كذلك فكيف يتصور في القرآن تغيير وتبديل لا يشعر به المشتغلون فيه! أما مخالفة هذه العقيدة للعترة ففي كل روايات الإمامية مذكور أن أئمة أهل البيت كلهم يقرأون هذا القرآن ويتمسكون بعامه وخاصه ويوردونه استشهادا ويفسرونه، والتفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري إنما هو لهذا القرآن، (١) ويعلمونه أولادهم وخدامهم وأهلهم ويأمرونهم بتلاوته في الصلاة، ومن ثمة قد أنكر شيخهم ابن بابويه في كتاب اعتقاداته هذه العقيدة وتبرأ منها. (٢)
السابع: منها أن الله تعالى مريد وإرادته أزلية، وما أراد وجوده في الأزل وجعله معينا في وقته فيما لا يزال لا يمكن التقدم والتأخر فيه أبدا، فكل شيء يوجد البتة في وقته بوفق تلك الإرادة، ويعتقد الإمامية أن إرادته تعالى حادثة. وأيضا يقولون إن إرادته ليست عامة لجميع الكائنات، فإن كثيرا من الموجودات يوجد بلا إرادته كالشرور والمعاصي والفسوق والكفر ونحوها، (٣) وهذه العقيدة يردها آيات كثيرة من الكتاب، منها قوله تعالى ﴿ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم﴾ أي فلو أراد إيمانهم لزم التناقض، وقوله ﴿ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا﴾ الآية. وقوله ﴿إن كان الله يريد أن يغويكم﴾ وقوله ﴿إنما يريد الله أن يعذبهم في الدنيا﴾ وقوله ﴿وإذا أردنا أن نهلك قرية﴾ الآية وقوله ﴿من يشإ الله يضلله﴾ وقوله ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه﴾ (٤) وغيرها
_________
(١) تفسير العسكري الذي ألفه ابن بابويه
(٢) الاعتقادات: ص ٥٨.
(٣) ابن بابويه في الاعتقادادت: ص ٩؛ الكراكجي: كنز الفوائد: ١/ ١١٢.
(٤) «الإرادة في كتاب الله نوعان: إرادة قدرية كونية خلقية، وإرادة دينية أمرية شرعية، فالإرادة الشرعية هي المتضمنة للمحبة والرضا، والكونية هي المشيئة الشاملة لجميع الموجودات». شرح العقيدة الطحاوية: ص ٥٦.
1 / 83