মুখতাসার তুহফা ইথনা আশারিয়্যা
مختصر التحفة الاثني عشرية
তদারক
محب الدين الخطيب
প্রকাশক
المطبعة السلفية
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
জনগুলি
ধর্ম এবং মতবাদ
من الآيات. وكذلك يكذب هذه العقيدة أقوال العترة أيضا: روى الكليني عن محمد بن أبي نصر (١) قال: قلت لأبي الحسن الرضا إن بعض أصحابنا يقول بالجبر وبعضهم يقول بالاستطاعة، فقال لي: اكتب «بسم الله الرحمن الرحيم. قال علي بن الحسين قال الله تعالى بمشيئتي كنت أنت» (٢) إلى آخر الحديث. وروى الكليني عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ﵇: إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور وفتح مسامع قلبه ووكل به ملكا يسدده، وإذا أراد الله بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه ووكل به شيطانا يضله، ثم تلا قوله تعالى ﴿فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا﴾ (٣) وروى الكليني وصاحب المحاسن (٤) عن علي إبراهيم الهاشمي قال: سمعت أبا الحسن موسى ﵇ يقول: لا يكون شيء إلا ما شاء الله وأراد العبد. (٥) وروى الكليني عن الفتح بن يزيد الجرجاني (٦) عن أبي الحسن ما ينص على أن إرادة العبد لا تغلب إرادة الله سواء كانت إرادة عزم أو إرادة حتم.
وأيضا روى الكليني عن ثابت بن عبد الله عن أبي عبد الله ﵇ ما ينص على أن الله تعالى يريد ضلالة بعض عباده إرداة حتم، وروى عن ثابت عن سعيد مثل ذلك. ولهذا الأصل فروع كثيرة: منها ما يقول الإمامية قاطبة أن الباري لا يأمر إلا بما يريده (٧) ولا ينهى إلا عما لا يريده.
وهذا أيضا مخالف للثقلين: أما الكتاب فقوله تعالى ﴿ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين﴾ فعلم أن إرادة خروج هذه الجماعة لم تكن له تعالى لأن الكراهة ضد الإرادة وهم كانوا مأمورين بالخروج بلا شبهة وإلا فلا وجه للملامة والعتاب عليهم، (٨) وقوله تعالى ﴿يريد الله أن لا يجعل لهم حظا في الآخرة﴾ وقد كانوا مأمورين بالإيمان. (٩) ويوجد في القرآن ما يدل على عدم مشيئته تعالى بإيمان الكفار من الآيات قدر مائة أو أزيد، ومع ذلك كانوا مأمورين بالإيمان. وأما العترة فقد تواتر عنهم بروايات الشيعة ما يضاد ذلك بحيث لا مجال فيه للتأويل
_________
(١) في المطبوع (بصير)
(٢) الكافي: ١/ ١٥٩؛ عيون أخبار الرضا: ١/ ١٤٤.
(٣) الكافي: ١/ ١٦٦؛ تفسير العياشي: ١/ ٣٧٦.
(٤) هو البرقي
(٥) الكافي: ١/ ١٥٠؛ المحاسن: ١/ ٢٤٤.
(٦) له ترجمة في تنقيح المقال وكتبهم الأخرى في الرجال.
(٧) المفيد، شرح عقائد الصدوق: ص ٣٧.
(٨) قال القرطبي: «إن الله تعالى قد أمر جميعهم بالجهاد ولكنه خلق الكسل والأسباب القاطعة عن المسير فقعدوا». بعبارة أخرى أن الله تعالى أمرهم شرعا بالخروج ولكنه منعهم قدرا وهو خالق لكل ذلك. الجامع لأحكام القرآن: ٤/ ٢١٩.
(٩) قال الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة: «وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته، ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم، فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن». شرح العقيدة الطحاوية: ص ٨٦.
1 / 84