মুখতাসার তুহফা ইথনা আশারিয়্যা
مختصر التحفة الاثني عشرية
তদারক
محب الدين الخطيب
প্রকাশক
المطبعة السلفية
প্রকাশনার স্থান
القاهرة
জনগুলি
ধর্ম এবং মতবাদ
إلا في كتاب مبين﴾ وأخبر بوقعة الروم وفارس قبل وقوعها بقوله: ﴿الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون﴾ وقد أخبر الله رسوله بالوقائع الجزئية الماضية والآتية والحاضرة في زمن الوحي وأخبارا كثيرة في التنزيل، ومن يطلع عليها لا يشك فيها أصلا، وفيه كثير من الإخبار بأحوال الجنة والنار ومكالمتهم كقوله تعالى ﴿ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار - إلى قوله - ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة﴾ وقد وصل بالتواتر عن النبي ﷺ وأهل البيت أنهم أخبروا بالوقائع والفتن الأتية، وظاهر أن علمهم كان مأخوذا من وحي الله وإلهامه.
وما يتمسك هؤلاء القائلون من القرآن المجيد بالآيات الدالة على حدوث علم الله عند حدوث الأشياء كقوله ﴿ويعلم الصابرين﴾ وأمثال ذلك، أو الدالة على الأختيار كقوله ﴿وليبلوكم فيما آتكم﴾ ﴿ليبلوكم أيكم أحسن عملا﴾ ففاسد، إذ المراد من هذا العلم كشف حالهم وتمييزها في الخارج لا المعنى الحقيقى.
وأما المخالفة للعترة فلما روى أهل السنة والشيعة عن أمير المؤمنين أنه قال «والله لم يجهل ولم يتعلم، أحاط بالأشياء علما فلم يزدد بكونها علما، علمه بها قبل أن يكونها كعلمه بها بعد تكوينها» (١) وروى على ابن إبراهيم (٢) القمي من الاثني عشرية عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله ﵇ قال: سألته هل يكون شيء اليوم لم يكن في علم الله بالأمس؟ قال: لا، من قال هذا فأخزاه الله. قلت: أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله بالأمس؟ قال: بلى، قبل أن يخلق الخلق. (٣) إلى غير ذلك من صحاح الأخبار.
السادس منها أن القرآن المجيد هو كلام الله ولم يتطرق إليه تحريف ولا تبديل ولا تغيير ولا زيادة ولا نقصان قط ولم يكن لهذه الأمور إليه من سبيل أبدا. وقالت الاثنا عشرية ما هو موجود اليوم في أيدي المسلمين محرف ومبدل ومزاد فيه ومحذوف منه، وقد تقدم في ذلك وقد خالفوا في عقيدتهم هذه قول الله تعالى ﴿لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد﴾ وقال تعالى ﴿إنا نحن نزلنا
_________
(١) الكافي: ١/ ١٣٥؛ ابن بابويه، التوحيد: ص ٤١؛ المجلسي، بحار الأنوار: ٥٧/ ١٦٤.
(٢) ابن هاشم. له ترجمة في تنقيح المقال.
(٣) الكافي: ١/ ١٤٨؛ المجلسي، بحار الأنوار: ٤/ ٨٩.
1 / 82