نزل ذلك وهما حيان سليمان، وماتا على كفرهما، وكان قوم يقولون مثل قول أبي لهب ويؤذون أذاه ممن علم أنه سيسلم، فلم ينزل فيهم قرآن، ولم يختم عليهم بعذاب، وقال في: {لا أقسم} (¬1) {أولى لك فأولى} (¬2) نزلت في أبي جهل، فقال أبو جهل: يهددني رب محمد وأنا أعز أهل البطحاء وأكرم، فنزل في: {حم، الدخان} (¬3) في هذا من قوله في هزئه بالزقوم (¬4) فقال: {إن شجرة الزقوم} (¬5) إلى قوله: {ذق أنك أنت العزيز الكريم} (¬6) بزعمك، وهو يومئذ حي سليم، ومن ذلك قوله: {إنا كفيناك المستهزئين} (¬7) نزلت في أربعة رجال معروفين: الوليد بن المغيرة المخزومي (¬8) ، والعاص بن وائل (¬9)
¬__________
(¬1) - سورة القيامة، آية رقم (1)، وتكملة الآية (بيوم القيامة)، وقد جاءت في المطبوعة محرفة؛ حيث نسب الآية إلى سورة الإنسان.
(¬2) - سورة القيامة، آية رقم 34.
(¬3) - سورة الدخان، آية رقم 1.
(¬4) - عبارة عن أطعمة كريهة في النار، ومنه استعير زقم فلان، وتزقم إذا ابتلع شيئا كريها.
(¬5) - سورة الدخان، آية رقم 43.
(¬6) - سورة الدخان، آية من 43 49.
(¬7) - سورة الحجر، آية رقم 95.
(¬8) - هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم أبو عبد شمس: من قضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش ومن زنادقتها يقال له: ((العدل)) لأنه كان عدل قريش كلها، كانت قريش تكسو البيت جميعها، والوليد يكسو وحده، وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية، وضرب ابنه هشاما على شربها، وأدرك الإسلام فعداه وقاوم دعوته، مات بعد الهجرة بثلاثة أشهر، ودفن بالحجون، وهو والد سيف الله خالد بن الوليد. راجع الكامل لابن الأثير 2/26، واليعقوبي 1/215، ورغبة الأمل 5/29، وراجع المجر 174، 237، 337.
(¬9) العاص بن وائل السهمي: لم نعثر له على ترجمة وافية فيما رجعنا إليه من مراجع..
পৃষ্ঠা ৭৬