إن هذا الوعيد نزل في أبي جهل (¬1) ، ثم نزل أيضا في قولهم حين مشوا إلى أبي طالب (¬2) ، فسألوا النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن أشياء فدعاهم إلى قول: لا إله إلا الله فتفرقوا، وقالوا: {أجعل الآلهة إلها واحدا} (¬3) إلى قوله: {جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب} (¬4) وذلك بمكة قبل الحرب، وقال: {تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب، سيصلى نارا ذات لهب، وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد} (¬5)
¬__________
(¬1) - وقال أيضا بعض العلماء: نزلت هذه الآية في أبي جهل ((عمرو بن هشام)) قال ذلك الإمام الطبري في تفسيره 3/164 165، والقرطبي في تفسيره 2/127، والخازن، والبغوي في تفسيرهما 7/225، والإمام ابن كثير في تفسيره، 4/529، والشوكاني في تفسيره، 5/458، وصاحب الدر المنثور 6/369، وراجع تفسير الفخر الرازي 8/467، وقاله الإمام الواحدي في أسباب النزول 493.
وراجع في ترجمة أبي جهل دائرة المعارف الإسلامية 443، وابن هشام 2/33، وطبقات ابن سعد 3/194، 3/55، وابن الأثير 1/23، 25، 27، 38، واليعقوبي 2/27، وراجع رجال أنزل الله فيهم قرآنا للمحقق 4/234 260.
(¬2) - هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن قريش، أبو طالب، والد علي (رضي الله عنه)، وعم النبي _صلى الله عليه وسلم_ وكافله ومربيه كان من أبطال بني هاشم، ولد عام 85 ق.ه، وتوفي عام 3 ق.ه، نشأ النبي في بيته، وسافر معه إلى الشام في صباه، ولما أظهر الدعوة إلى الإسلام وقف أبو طالب بجانبه، واستمر على ذلك حتى توفي أبو طالب. راجع طبقات ابن سعد 1/75، وابن الأثير 2/34، وشرح الشواهد 135، والخميس 1/299، وخزانة البغدادي 1/261.
(¬3) - سورة ص، آية رقم 5.
(¬4) - سورة ص، آية رقم 11.
(¬5) - سورة المسد كاملة.
وقد اتفق رجال التفسير والحديث أن هذه السورة نزلت في أبي لهب، قال ذلك الإمام ابن كثير في تفسيره، وقال الإمام القرطبي، وقال الفخر الرازي، وقال صاحب أسباب النزول الإمام الواحدي.
পৃষ্ঠা ৭৫