ولم يكن بعدها إلا هزيمة القوم، لقول الله عز وجل: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} (¬1) أي شد رميتك، فصدق الله ما وعده من النصر، وصدق ما قدم في الكتب المتقدمة من ذكر هذه الوقعة على لسان إشعياء (¬2) ، وهو قوله: ينزل البلاء بمشركي العرب، ويهزمون بين يدي سيوف مسلولة، وقسي موترة، ومن شدة الملحمة (¬3) ، ولا يستطيع أحد أن يحتال في قوله: {سيهزم الجمع} (¬4) ويتأوله للسين التي هي في معنى سوف، وهذه السين سوف لا يكونان أبدا إلا لأمر لم يقع، ومما يزيد في وضوح هذه الآية قوله في سورة أخرى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه} (¬5) أي تقتلونهم.
خبر آخر:
¬__________
(¬1) - سورة الأنفال، آية رقم 17.
(¬2) - إشعيا: أشهر أنبياء العبرانيين الكبار، واسمه بالعبرانية "يشيعا"، ومعناه: خلاص الرب، ويقال: إن والده اسمه آموص، كان من نسب الملوك، والظاهر أنه صرف حياته في "أورشليم"، وتنبأ نحو 60 سنة: من 759 ق.م إلى 700 ق.م، ويستدل من سفره أنه كان وديعا شفوقا متواضعا، يتنبأ إلى أيام "منسى" الملك، وأن هذا الملك قتله نشرا في جذع شجرة عندما تبوأ تخت الملك. راجع دائرة المعارف للبستاني.
(¬3) - الملحمة: هي المعارك والحروب، ومن هنا قال الرسول _صلى الله عليه وسلم_: أنا نبي الرحمة والملحمة.
(¬4) - سورة القمر، آية رقم 45.
(¬5) - سورة آل عمران، آية رقم 152.
পৃষ্ঠা ৭০