وفرس للزبير (¬1) ، وأمكن الله من صناديدهم وكماتهم، فقتل منهم خمسون رجلا، وأسر منهم نحو ذلك، ورجعوا خائبين منكوبين، وكان أراهم مصارع القوم قبل اللقاء (¬2) ، وقال: كأنكم يا أعداء الله بهذه الضلع الحمراء مقتلون، ثم رماهم بقبضة من الحصى، وقال: شاهت الوجوه (¬3) ،
¬__________
(¬1) - الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي أبو عبد الله، الصحابي الشجاع، أحد العشرة المبشرين بالجنة، ولد عام 38ق.ه، وتوفي عام 36ه. راجع تهذيب ابن عساكر 5/355، والجمع 150، وصفة الصفوة 1/132، وحلية الأولياء 1/89، وذيل المذيل 11، وتاريخ الخميس 1/172، والبدء والتاريخ 5/83، والرياض النضرة 262 280، وخزانة البغدادي 2/468، ثم 4/350.
(¬2) - من ذلك أن عاتكة بنت عبد المطلب رأت رؤيا أرعبتها ، وخلاصتها: أن قريشا تخرج لمصارعها في ثلاث، ورأت رجلا يقف على جبل أبي قبيس ويقذف بحجر ضخم، فتناثرت أجزاؤه، فلم يبق بيت من بيوت مكة إلا أصابته فلقة من هذا الحجر، فترصد للعباس بن عبد المطلب حتى وجده يطوف بالبيت ثم قال له: "متى حدثت فيكم هذه النبية...."؟ ثم قال: أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم...؟ راجع هذه الرؤية في سيرة ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد 2/244 245.
(¬3) - هذا جزء من حديث طويل رواه الإمام مسلم في كتاب الجهاد والسير، 28 باب في غزوة حنين، 81 (1777) _حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني إياس بن مسلمة، حدثني أبي قال: غزونا مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حنينا، فلما واجهنا العدو تقدمت فأعلو ثنيه، فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهم، فتوارى عني، فما دريت ما صنع...،.ومررت على رسول الله منهزما وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: لقد رأى ابن الأكوع فزعا، فلما غشوا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب من الأرض، ثم استقبل بها وجوههم فقال وذكره.
ورواه الدارمي في السيرة 15، وأحمد بن حنبل في المسند 1/308، 368، 5/286، 310 (حلبي).
পৃষ্ঠা ৬৯