وما أخبر عنه _صلى الله عليه وسلم_ من الغيوب في غير القرآن (¬1) ، مما لا يعلم علمه إلا الله الذي أعلمه إياه في آيات كثيرة، وأعلام بينة، وعجائب عظيمة، ظهرت على يديه عليه السلام، سوف نخبر بها إذا صرنا إلى موضع الذكر لها، إن شاء الله، والله ولي التوفيق.
القول على المجوس (¬2) :
¬__________
(¬1) - وذلك مثل الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، ومسلم، والترمذي، وأحمد بن حنبل في مسنده: "ويح " عمار تقتله الفئة الباغية".
(¬2) - المجوس: هم أصحاب الاثنين، ويقال لهم: (الدين الأكبر)، والملة العظمى، وكانت ملوك العجم كلها على ملة إبراهيم، وجميع من كان في زمن واحد منهم من الرعايا، وكان للملوك مرجع هو (موبذ موبذان) أعلم العلماء وأقدم الحكماء _في رأيهم_ يصدرون عن أمره، ولا يرجعون إلا إلى رأيه، ويعظمونه تعظيم السلاطين. (راجع دائرة القرن العشرين، 8: 446).
ومسائل (المجوس) كلها تدور على قاعدتين:
أ إحداهما بيان سبب امتزاج النور بالظلمة.
ب الثانية بيان سبب خلاص النور من الظلمة.
وجعلوا الامتزاج مبدأ الخلاص والميعاد، وهناك من المجوس من زعم أن الأصليين لا يجوز أن يكونا قديميين أزليين، بل النور أزلي، والظلمة محدثة، ثم لهم اختلاف في سبب حدوثها... أمن النور حدثت، والنور لا يحدث شرا جزئيا، فكيف يحدث أصل الشر؟ (راجع الملل والنحل، 2/71).
وبيوت النيران عند المجوس، وأول بيت للنار بناه (أفريدون) في (طوس)، وآخر بمدينة (بخارى)، ويسمى (تروسون)، واتخذ بهما بيتا في (سجستان) يدعى (كركرة)، ويعظم المجوس النار لمعان منها:
1_ إنها جوهر شرف علوي.
2_ وأنها لم تحرق (إبراهيم) وكانت عليه بردا وسلاما.
3_ وأن تعظيمها ينجيهم من عذابها يوم الميعاد.
وعلى كل فهي قبلة لهم ووسيلة، وإشارة إلى أهل الأهواء والنحل. راجع الملل والنحل، 2/92، ودائرة معارف القرن العشرين، 8/458.
পৃষ্ঠা ৫৮