للخلافة ولم يصلح لها أبو حنيفة والشافعي ابن عم رسول الله ﷺ وقد قال تعالى قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى
والشافعي أحسن مساقا وأحسن حالا وأقوم قيلا وأسلم منه فقها ومذهبا اذ لم يتناقض مذهبه كما تناقض مذهب الخصم وهو أحمد الناس فعلا وأكثرهم ثناء عند السلف وأعلم الناس بالعربية وطريق اللغة فجاء من هذه القاعدة ان الطاعات علم اذا تقبلها الله أثاب عليها عشرة أمثالها الى سبعين وسبعمائة فكل سلطان وملك ورئيس يتمسك بالدين ويسعى في الخيرات ويجتهد في الصالحات فأبشر له ثم أبشر فالطاعة ليست بعلة للثواب ولا المعصية علة للعقاب بل علامة. فمن كان مطيعا لله مستسلما لقضائه فذلك علامة سعادته ومن كان خليع العذار مسخطا لقضائه فذلك علامة خذلانه والموافاة شرط في ذلك فلو كانت الطاعة علة لكان آدم بالعتاب أولى والسر في هذا أن الفاعل الحقيقي هو الله لكن الأسباب والوسائط مشكورة في وقت ومذمومة في وقت فخلق أقواما مفاتيح للخير ومغاليق للشر، وأقواما بالعكس. طوبى لمن جرب الأمور وأجرى الله الخير على يديه والويل لمن أجرى الشر على يديه فقد سال به السيل لأمه الويل ولا تجوز الشهادة بالجنة ولا بالنار لأحد من الكفار، وأيضا من هؤلاء لأن الموافاة شرط فربما سلب إيمان المؤمن.
1 / 64