ويرزق الكافر الايمان لدى الموت، اللهم الا في حق العشرة المشهود لهم بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح. فمن حلف بالطلاق انهم في الجنة قطعا فقد برّ في يمينه. أما من سواهم فانا نعرف الظاهر دون الباطن ونعرف الحال دون المآل. ومن مات على الايمان والتوبة فيجوز القطع أنه من أهل الجنة ومن مات على الكفر فيقطع أنه من أهل النار خالدا مخلدا. (فصل) ويجوز للمؤمن أن يقول أنا مؤمن حقا في الحال اذ لا شك له في إيمانه في الحال. وأما في الخاتمة فلا يقول أنا مؤمن وسأموت على الايمان حقا فان العاقبة مخفية ومن مات من أصحاب الكبائر فلا يقطع عليه بالجنة والنار بل أمره في مشيئة الله، والله رؤوف بالعباد هذا مذهب أهل السنة ونعم المذهب وقالت الخوارج من كذب أو فجر أو شرب أو زنى أو سرق أو قذف فقد كفر فيكفرون العبد بالذنب وقالت المعتزلة صاحب الكبيرة يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر يكون في منزلة بين المنزلتين. فان مات قبل التوبة يكون في النار أبدا مع فرعون وهامان وأهل السنة بريئون من هذا المذهب فان الوعد المطلق للمؤمن والوعيد المطلق للكافر. فخذها جواهر منظمة خير لك من خزائن السلطان وفوائد الزمان
1 / 65