============================================================
النار الموقودة المئات من السنين.. ما تحيل العادة انطفاءها، فإذا انطفأت تلك النيران كلها في ساعة واحدة تلك الليلة. علموا أن ذلك لأمر عظيم حدث في العالم ، وكان كذلك وسببأ لإزالة ملكهم وتمزيقهم كل ممزق كما مر: وغيون للفزس غارت فهل كان لنيرانهم بها إطفاء (و) من تلك العجائب أيضا (عيون) فهو مبتدأ سؤغه وصفه بقوله : (للفرس) بالضم، ويقال: فارس، ومنه حديث: "وخدمثهم فارس والروم"(1) وهم : أمة عظيمة كان مسكنهم في شمال العراق، من الفراسة بالفتح؛ أي: الشجاعة، وكسرى من أجل ملوكهم (غارت) في الأرض حتى لم يبق منها قطرة، ومنها: بحيرة طبرية التي كان فيها من كثرة المياه وسعتها ما تحيل العادة غيضها، ولذا قيل : طولها ستة أميال وعرضها مثل ذلك، وتسمى عين ساوة؛ لبلد معروف، بينها وبين الري اثنان وعشرون فرسخا، وقيل: موضع بالشام ( فهل) استفهام للتعجب من حالهم، أو لتوبيخهم وتقريعهم (كان لنيرانهم بها) أي: بتلك المياه التي غارت (إطفاء) لا، بل لم يطفتها إلا سر وجود نبينا صلى الله عليه وسلم، وظهوره المضمحل به كل لهو وباطل، ولذا قال: مؤلذ كان مثه في طالع الكف ر وبسال عليهم ووباء (مولد) عظيم، بالجر : بدل من (المولد) والرفع : خبر مبتدأ محذوف (كان) أي : صار على الدوام (منه) أي : من أجله، أو من لابتداء الغاية (في طالع الكفر) آي : في نحو النوم، أو الإلهام الذي يطلع به على عواقب الكفر وغايات أهله المترتبة عليه، كرؤيا الموبذان وإلهام سطيح السابقين آنفأ، ويصح أن يراد : أن المولد نفسه أطلع كل ذي بصيرة على أن الفرس أو الكفار يحل بهم (وبال) أي: وخم عظيم (1) أخرجه ابن حبان (6716)، والترمذي (2261)، والطبراني في "الأوسط" (132).
পৃষ্ঠা ৫৫