============================================================
وسمي أيضا صاحب القضيب؛ أي: السيف كما في الإنجيل، فهو صاحب العصا يرعى بها الأخيار، والقضيب يبيد به الأشرار.
وغدا كل بيت نار وفيه كزبه من مودها وبلاه (و) من العجائب التي ظهرت ليلة ولادته أيضا؛ لينتبهوا ويسألوا عن سبب ذلك: أنه (غدا) أي: صار في تلك الليلة (كل بيت نار) أي: كل واحد من بيوت نار الفرس التي كانوا يعبدونها ويشتد إيقادهم لها حتى إن لها ألف سنة لم تخمد.
و(نار) من ذوات الواو، وإنما جمعت على نيران؛ لانكسار ما قبل الواو والمستلزم لقليها ياء (و) هي للحال، وفيه تأييد لما ذهب إليه الجمهور وتبعهم ابن مالك: أن المصوب بعد غدا حال؛ إذ لا يوجد إلا نكرة، وخالفهم الزمخشري وأبو البقاء والجزولي وابن عصفور فجعلوه خبرا، سواء كانت بمعنى صار، آو بمعنى : وقع فعله في وقت الغدو أو الرواح، وجعلوا من ذلك : (اغد عالما)(1) وحديث : "تغدو خماصا"(2) وغدا زيد ضاحكا؛ أي : صار في حال ضحك (فيه كربة) - بضم أوله- أي : غم يأخذ النفس وربما أهلكها (من) أجل (خمودها) أي: سكون لهبها من غير أن يطفأ جمرها، وإلا.. قيل: همدت (وبلاء) عظيم صبه الله عليهم صبا؛ بإزالة ما يعتقدونه إلههم ومتعبدهم؛ لأنهم مجوس، فكان في إقليم الفرس من بيوت على صدقه، وأنه المبشر به المذكور في الكتب السالفة، فلا يصح تفسيره بعصا تكون في الاخرة، والصواب في تفسير صاحب الهراوة : ما قاله المحققون: آنه صلى الله عليه وسلم كان يمسك القضيب بيده كثيرا، وقيل: لأنه كان يمشي والعصا بين يديه، وتغرز له فيصلي اليها، وهلذا مشهور في الصحيح ، والله أعلم) اهه شرح مسلم "(12/15) (1) أخرجه الدارمي (254)، والطبراني في " الكبير " (9/ 150) من كلام ابن مسعود رضي الله (2) اخرجه ابن حيان (730)، والترمذي (2344)، وابن ماجه (4164)، وأحمد (30/1)، والحاكم (188/4)
পৃষ্ঠা ৫৪