============================================================
كسرى ؟1"(1) فلما أتى بهما عمر رضي الله عنه .. ألبسهما [ياه - أي: إظهارا للمعجزة وذلك عذر مبيح - وقال : الحمد لله الذي سلبهما كسرى وألبسهما سراقة، ولما رآى كسرى ما وقع بإيوانه، ورأى تلك الليلة الموبذان أعلم علماء مملكته أنه رأى إبلا صعابا تقود خيلأ عرابا، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها.. آفزع كسرى ذلك، فسأل الرأي، فقال : حدث يكون من ناحية العرب، فكتب كسرى إلى النعمان بن المنذر ملك العرب : أن يرسل له أعلم من في آرضه من العرب، فبعث إليه عبد المسيح بن عمرو الغساني وكان معمرا، فدلهم على خاله سطيح بالشام، فأمره كسرى بالذهاب إليه، فجاءه فوجده مشفيا على الموت، فأخبره سطيح بما من جملته: عبد المسيح على جمل مشيح إلى سطيح وقد أوفى على الضريح، بعثه ملك ساسان؛ لارتجاس الإيوان - أي : تحركه - وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى ابلأ صعابا تقود خيلا عرابا، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها، فقال سطيح: يا عبد المسيح؛ إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة - أي : قرية ما بين الكوفة والشام وليست من العواصم - وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس فليست الشام لسطيح شاما، ولا بابل للفرس مقاما، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرافات، وكل ما هو آت آت، ثم قضى سطيح مكانه (2).
وسمي صلى الله عليه وسلم صاحب الهراوة؛ لأنه كان يمسك في يده القضيب كثيرا، وكان يمشى بين يديه بالعصا ليصلي إليها، قال القاضي : (وأراها العصا المذكورة في حديث الحوض : "أذود الناس عنه بعصاي لأهل اليمن"(3) أي : لأجلهم ليتقدموا)(4): (1) أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى * (357/6) (2) انظر "تاريخ الطبري" (166/2)، و" عيون الأثر (38/1) . وقد أورده الحافظ الذهي في "تاريخ الإسلام " (35/1) ، ثم قال : (هذا حديث منكر غريب)، وللشيخ العلامة عبد الفتاح أبو غدة كلام نفيس في ذلك، انظره في مقدمته لكتاب " المصنوع في معرفة الحديث الموضوع"(ص18) (3) أخرجه مسلم (2301)، وابن حبان (6456)، وأحمد (280/5).
(4) نقل الإمام النووى كلام القاضي عياض ثم قال : (وهذا الذي قاله في تفسير الهراوة بهذه العصا بعيد أو باطل ؛ لأن المراد بوصفه بالهراوة : تعريفه بصفة يراها الناس معه يستدلون بها
পৃষ্ঠা ৫৩