============================================================
الملك، وهو: لقب لكل من ملك الفرس، كقيصر لملك الروم، وتبع لملك اليمن، والنعمان لملك العرب من قبل العجم، والنجاشي لملك الحبشة، وفرعون لملك القبط، والعزيز لملك مصر، وجالوت لملك البربر، وخاقان لملك الترك: (ولولا) حرف امتناع لوجود؛ آي: امتنع جوابها لوجود تاليها (آية) صادرة (منك) إلى الوجود؛ أي: علامة عظيمة على نبوتك ورسالتك العامة، وأن كل من عاندك لا يرتفع له رأس، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، والأصل : منه ؛ أي : المصطفى (ما تداعى البناء) أي : هذذا المبنى المذكور مع ما هو عليه من العظم والإحكام الذي كمان يظن به أنه لا تهدمه إلا نفخة الصور، فإذا هو قد تحرك وسقط منه أربع عشرة شرافة حينئذ، فليس ذلك إلا محض آية منه صلى الله عليه وسلم للوجود على نبوته، وأنه لا ملك ولا عز يبقى لأحد مع ملكه (1) وعزه ، وسر تلك الأربع عشرة : الإشارة الى أنه لم يبق من ملوكهم إلا أربعة عشر، فملك عشرة في أربع سنين، وأربعة إلى زمن عثمان، وقد فتح في زمن عمر رضي الله عنه اكثر إقليم فارس، وكسر كسرى وأهانه غاية الهوان، وتقهقر إلى أقصى مملكته، ثم قتل في زمن عثمان رضي الله عنه وزال ملكه بالكلية، وصح: أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أنه : "إذا هلك كشرى..
فلا كشرى بعده "(2) ، و : ( أن أمواله وكنوزه تنفق في سبيل الله)(3)، فانقطع ملكه وزال من جميع الأرض، وتمزق ملكه كل ممزق؛ لأنه صلى الله عليه وسلم دعا عليه بذلك لما جاءه كتابه فمزقه، وقد بشر صلى الله عليه وسلم آمته في حفر الخندق بملك بلاده، وقال لسراقة - وكان من فقراء أصحابه-: "كيف بك إذا لبست سواري (1) لا يخفى أن في قوله : (مع ملكه) تجوزا في العبارة؛ لأن مرتبة النبوة أعلى من الملك وغيره ، أو هو من باب المشاكلة ، على حد قوله تعالى : { ويمكرون ويمكرالله).
(2) أخرجه البخاري (3120)، ومسلم (2918)، والترمذي (2216)، وأحمد (233 12 (3) هلذه تتمة الحديث السابق ، ولفظها : " وآلذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل ألله" أي : كنوز كسرى وقيصر
পৃষ্ঠা ৫২