![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_186.png)
وعلى هذا الاصطلاح فالوجود لا يدخل في الماهية ؛ إذ بطلايه عن الذهن لا يوجب زوال الماهية .
بيانه : إذا قال القائل : ما حد المثلث ؟ فقلنا : شكام يحيط به ثلاثة أضلاع، أؤ قال : ما حد المسبع ؟ فقلنا : شكل يحيط به سبعة أضلاع . . فهم السائل حد المسبع ولؤ لم يعلم أن المسبع موجود أم لا في الحال ، فبطلان العلم بوجوده لا يبطل من ذهنه فهم حقيقة المسبع ، ولؤ بطل من ذهنه الشكل . . لم يبق المسبع مفهوما عنده .
فقد أدركت تفرقة بين نسبة (الوجود) إليه ، وبين نسبة (الشكل) إليه ؛ إذ زوال أحدهما عن الذهن مبطل حقيقته ، وزوال الآخر غير مبطل ، فهذا هو المراد بهذا الاصطلاح .
وأما الجوهر.. فعلى ما نعتقده داخل في الماهية ؛ فإنا نفهم منه المتحيز ، وهو حقيقة ذاتية ، فيكون الجنس الأعم عندنا هو الجوهر ، وينقسم إلى جسم ، وغير جسم وهو الجوهر الفرد .
وأما المنطقيون .. فيعبرون بالجوهر عن الموجود لا في موضوع11 ، وإذا لم يكن الوجود ذاتيا . . فبأن يضاف إليه : (لا في موضوع) لا يصير ذاتيا ؛ لأنه سلث محض ، فيصح اصطلاحهم بحسب تفاهمهم واعتقادهم ، لا بحسب اعتقادنا وتفاهمنا ، ومنهم
পৃষ্ঠা ১৮৪