قال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} [آل عمران: 135]، الاستغفار المطلوب هو الذي يحل عقدة الإصرار، فمن قال بلسانه: استغفر الله وقلبه مصر على المعصية فاستغفاره يحتاج إلى استغفار.
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف" [رواه الترمذي].
أسئلة محيرة
يقول ابن القيم: هل في الدنيا شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فما الذي أخرج آدم من الجنة؟ وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء؟ وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى؟ وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم؟ وما الذي رفع قوم لوط حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم، فجعل عاليها سافلها ثم أتبعهم حجارة من السماء؟ وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب؟ وما الذي أغرق فرعون وقومه؟ وما الذي خسف بقارون وداره؟
علامات التائب
منكسر القلب .. غزير الدمع .. حي الوجدان .. قلق الأحشاء .. صادق العبارة .. جم المشاعر .. جياش الفؤاد .. مشبوب الضمير .. في قلبه حرقة .. وفي وجدانه لوعة .. وفي وجهه أسى .. وفي دمعه أسرار .. إذا هدل الحمام بكى .. وإذا صاح الطير ناح .. وإذا شدا البلبل تذكر .. وإذا لمع البرق اهتز قلبه .. خوفا ممن يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .. يجد للطاعة حلاوة .. ويجد للعبادة طلاوة .. يجد للإيمان طعما .. يجد للإقبال لذة .. يكتب من الدموع قصصا .. وينظم من الآهات أبياتا .. ويؤلف من البكاء خطابا .. التائب كالأم اختلس طفلها ثم اختلست طفلها من يد الأعداء أتدري كم فرحتها! .. أتقدر سعادتها؟!
والتائب كالغائص في البحر .. إذا نجا من اللجة إلى الشاطئ .. بعد أن أيس من النجاة .. ترى الذل قد علاه .. والحزن قد وهاه .. يذم نفسه على هواه .. وبذلك صار عند الله ممدوحا .. لأنه تاب إلى الله توبة نصوحا.
هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم
পৃষ্ঠা ২৩