أوقفني في كبريائه وقال لي أنا الظاهر الذي لا يكشفه ظهوره ، وأنا الباطن الذي لا تراجع البواطن بدرك من علمه . وقال لي بدأت فخلقت الفرق فلا شيء مني ولا أنا منه ، وعدت فخلقت الجمع فيه اجتمعت المتفرقات وتألفت المتباينات . وقال لي ما كل عبد يعرف لغتي فتخاطبه ، ولا كل عبد يفهم ترجمتي فتحادثه . وقال لي لو جمعت قدرة كل شيء لشيء ، وحزت معرفة كل شيء لشيء ، وأثبت قوة كل شيء لشيء . ما حمل تعرفي بمجوه ، ولا صبر على مداومتي بفقد وجده لنفسه . وقال لي الأنوار من نور ظهوري بادية والى نور ظهوري آفلة ، والظلم من فوت مرامي بادية والى فوت مرامي آثبة . وقال لي الكبرياء هو العز والعز هو القرب والقرب فوت عن علم العالمين . وقال لي أرواح العارفين لا كالأرواح وأجسامهم لا كالأجسام . وقال لي أوليائي الواقفون بين يدي ثلاثة فواقف بعبادة أتعرف إليه بالكرم ، واقف بعلم أتعرف إليه بالعزة ، وواقف بمعرفة إليه بالغلبة . وقال لي نطق الكرم بالوعد الجميل ، ونطقت العزة بإثبات القدرة ، ونطقت الغلبة بلسان القرب . وقال لي الواقفون بي واقفون في كل موقف خارجون عن كل موقف .
4 - موقف أنت معنى الكون
পৃষ্ঠা ৪