أوقفني في القرب وقال لي ما مني شيء أبعد من شيء ولا مني شيء أقرب من شيء إلا حكم إثباتي له في القرب والبعد . وقال لي البعد تعرفه بالقرب ، والقرب تعرفه في بالوجود . وأنا الذي لا يرومه القرب ، ولا ينتهي إليه الوجود . وقال لي أدنى علوم القرب أن ترى أثار نظري في كل شيء فيكون أغلب عليك من معرفتك به . وقال لي القرب الذي تعرفه في القرب الذي أعرفه كمعرفتك في معرفتي . وقال لي لا بعدي عرفت ولا قربي عرفت ولا وصفي كما وصفي عرفت . وقال لي أنا القريب لا كقرب الشيء وأنا البعيد لا كبعد الشيء من الشيء . وقال لي قربك لا هو بعدك وبعدك لا هو قربك ، وأنا القريب البعيد قربا هو البعد وبعدا هو القرب . وقال لي القرب الذي تعرفه مسافة ، والبعد الذي تعرفه مسافة ، وأنا القريب البعيد بلا مسافة . وقال لي أنا أقرب اللسان من نطقة إذا نطق ، فمن شهدني لم يذكر ومن ذكرني لم يشهد . وقال لي الشاهد الذاكر إن لم يكن حقيقة ما شهده حجبه ما ذكر . وقال لي ما كل ذاكر شاهد وكل شاهد ذاكر . وقال لي تعرفت إليك وما عرفتني ذلك هو البعد ، رآني قلبك وما رآني ذلك هو البعد . وقال لي لن تجدني ولا تجدني ذلك هو البعد ، تصفني ولا تدركني ذلك هو البعد ، تسمع خطابي لك من قلبك وهو مني ذلك هو البعد ، تراك وأنا أقرب إليك من رؤيتك ذلك هو البعد .
3 - موقف الكبرياء
পৃষ্ঠা ৩