قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: قد جاء في التفسير أن القرآن نزل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم آيات بعد آيات، فذلك في لغة العرب يجوز، تقول العرب اجعلوا لنا الدية على آل فلان نجوما، أن يدفعونها إليهم شيئا بعد شيء، فيسمون ذلك نجوما. قال زهير بن أبي سلمى:
ينجمها قوما لقوم غرامة ... ولما يريقوا بينهم ملء محجم
وإنما أقسم بها كما أقسم بالطور، وإنما أراد بهذا القسم أن هذا القرآن لقرآن كريم، فهذا موضع القاسم وهو عندي الجواب في هذه المسألة.
والجواب الأول قول بعض أهل العلم.
81- وسألت عن تفسير الجهاد كيف معانيه في القرآن؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: تفسير القرآن على ثلاثة وجوه:
فالوجه الأول من الجهاد يعني به: القول، فذلك قوله عز وجل: { فاهدهم به جهادا كبيرا } . وهذا بمكة قبل أن يؤمر بالسيف، وقال في سورة النبي صلى الله عليه: { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم } . يعني بالقول الغليظ.
والوجه الثاني من الجهاد يعني به: القتال بالسلاح، فذلك قوله: { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين } . يعني: الذين يقاتلون في سبيل الله على القاعدين درجة، وكلا وعد الله الحسنى، وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما، وقال في براءة: { جاهد الكفار والمنافقين } . يعني بالسيف ومثلها في { يا أيها النبي لم تحرم } .
والوجه الثالث من الجهاد يعني به: العمل، فذلك قوله في سورة العنكبوت: { ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه من يعمل الخير فإنما يعمل لنفسه } . وقال فيها أيضا: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } . يقول عملوا لنا، وقال في سورة الحج: { وجاهدوا في الله حق جهاده } . يقول أعملوا لله حق عمله.
82- وسألت عن قوله عز وجل: { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء
وتصدية } . وقلت: ما المكاء وما مخرجه في اللغة؟
পৃষ্ঠা ৪৮