وجواب آخر يقول: إن كان الله يريد أن يغويكم ولم يقل قد أراد أغواءكم، وإنما قال إن كان على مجاز الكلام، ولم يقل أنه قد فعل، وبها أجاب القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه.
77- وسألت فقلت: ما الدليل على أن الله تبارك وتعالى عدل لا يجور؟
الدليل على أن الله تبارك وتعالى عدل لا يجوز : إقرارك أنه غني، لأنا وجدنا الجائز لا يحمله على الجور إلا استجلاب منفعة يجرها إلى نفسه، أو دفع مضرة نجاها على نفسه، فلما كان الله جل ثناؤه لا يستجر إلى نفسه منفعة ولا يدفع عنها مضرة، ثبت بالحقيقة أنه غني، وأن لاغني عدلا لا يجور، وهذه المسألة جواب الهادي إلى الحق صلوات الله عليه. وقولي فيها على قوله.
78- وسألت عن قوله: { أرساها } في مواضع من القرآن . فقلت: ما
معنى ذلك؟
قال أحمد بن يحيى صلوات الله عليه: أرساها على وجهين في القرآن كل واحد منها غير صاحبه، فالوه الأول أرساها يعني: أثبتها، فقال في سورة النازعات: { والجبال أرساها } . يقول أثبتها في الأرض لئن لا تزول بمن عليها، وكقوله: { وقدور راسيات } . يعني ثابتات في الأرض.
والوجه الثاني من أرساها يعني به: حينا، والحين هو الوقت، فذلك قوله عز وجل: { أيان مرسها } . يقول مجيئها وقياما وحينما.
79- وسألت عن قوله عز وجل: { رب أرجعون } . فقلت: كيف جاز أن
يجعل الله هاهنا جماعة؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: إنما يجوز هذا القول في التعظيم للمخاطب.
80- وسألت عن قوله عز وجل: { فلا أقسم بمواقع النجوم } . فقلت:
ما معنى هذه النجوم؟
পৃষ্ঠা ৪৭