وأنشد أيضًا لبشر بن أبي خازم:
٢٢ - كفى بالناى من أسماء كاف
وليس لحبها إذ طال شاف
قال أبو بكر: قال أبو العباس: أنشدني أبو محلم بيت الخطفي.
٢٣ - يرفعن بالليل إذا ما سدفا
أعناق جنان، وهاما رجفا
وهذا في الشعر منه كثير، وفي الكتاب منه غير بيت، ووجه القياس فيه أن الألف قريبة من الياء، وواقعة موقعها في مواضع تراها. فكما أنَّ الألف من المثنى في الأحوال الثلاث على صورة (واحدة)، كذلك الياء فيهن عليها. ومما يقوى قول أبي العباس في ذلك أنَّ هذا النحو قد جاء في الكلام، والنثر، وحال السعة، فمن ذلك قولهم: لا أكلمك صبرى دهر. بإسكان الياء. ومن أضاف نحو: (معدي كرب)، لم يفتح الياء من (معدى كرب) وهو في موضع نصب. ومن أجاز حركة هذه الياء، كان مخطئًا تاركًا لكلامهم، وأن كان القياس غيره. كما أن من أعل (استحوذ) كان تاركًا لكلامهم. وفي معدى كرب ضرب من الشذوذ وهو أنَّ (معدى) لا يخلو من أن يكون (فعلي) من معد في الأرض إذا بعد، أو يكون
1 / 82