موظوف (1)، ليس منه فيه إسراف ، ولا بمال يتيمه إجحاف.
97 وسألت عن : ( لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ) [النساء : 19]؟
ووراثتهم كرها ، هو : أن يمسكهن الأزواج رغبة في الميراث وشرها ، لا رغبة فيهن ، ولا محافظة عليهن ، وجعل الله ذلك عليهن اعتداء ، وبهن إضرارا. وقد قال الله تبارك وتعالى: ( ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ) [البقرة : 231].
98 وسألته : عن : ( وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ ) [النساء : 92]؟
يقول سبحانه : أن يقتله إلا زلة وغلطا ، فإما وهو يثبته مؤمنا ، ويعرفه بالله موقنا ، فليس له أن يقتله وإن قتله أيضا مخطيا ، وكان في إيمانه بالله ممتريا ، إذ كان من قوم عدو للمؤمنين ، ولم يكن عند من قتله من المعاهدين ، كان عليه فيه تحرير رقبة مؤمنة ، ولم يكن عليه ما كان عليه في الأول من الدية ، وإن كان من قوم بينهم وبين المؤمنين ميثاق والميثاق هو الذمة والموادعة (2) والهدنة ، كان على قاتله فيه تحرير رقبة مؤمنة ، وإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فأي ذلك فعل فهو من الله عليه توبة ، ومعنى توبة الله عليه من الله عائدة ورحمة ، ولا يقتل رحمك الله ملي ، بمعاهد ولا ذمي ، وإن كان الملي قتله عمدا ، إلا أن يكون بقتله في أرضه مفسدا (3)، فيقتل إن رأى ذلك الإمام بفساده ، وتمرده في أرض الله وعناده ، لقول الله سبحانه : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض ) [المائدة : 32] ، فأحل الله سبحانه من قتل الأنفس بالفساد، ما أحل من قتلها بالقصاص بين العباد.
পৃষ্ঠা ৫৮৩