إذا فعلوه [نسب] (1) إليهم ولم يزل عنهم ، وكل ذلك ففعل لهم وصنع ، والله هو الصانع لهم المبتدع ، ففعل الله بريء من فعلهم ، فيما كان من الإملاء لهم ، فعل الله تأخير وإملاء ، وفعلهم ازدياد واعتداء ، وبين ذلك فرق ، لا يجهله إلا أحمق.
95 وسألت : عن قول الله سبحانه : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا ) (5) [النساء : 5]؟
فمعنى تؤتوا : هو أن تعطوا السفهاء ، وإن كانوا لكم أبناء وآباء ، يجب عليكم رزقهم وكسوتهم فيها (2)، وأمرهم أن ينفقوا عليهم ويكسوهم منها ، ويقولوا لهم من القول معروفه وحسنه ، وهو السهل من القول ولينه ، ونهاهم أن يعطوا سفهاءهم أموالهم ، التي جعلها الله قياما لهم (3)، والقيم هو المعاش واللباس ، الذي به يبقى ويقوم الناس ، فتهبوها لهم أو تأمنوهم فيها ، وتجعلوا لهم سبيلا إليها ، فيفسدوا معاشهم منها عليهم ، إن أعطوهم إياها وسلموها إليهم ، وأمرهم ألا يؤتوا أموالهم التي جعلها الله لهم إلا أن يأنسوا [منهم رشدا] ، ومعنى يأنسوا (4): فهو أن يروا منهم رشدا ، فيدفعوها (5) إليهم ، ويشهدوا بدفعها عليهم ، فكيف يجوز أن يؤتي أحد ماله أحدا ، إذا كان في أرض الله أو لنفسه مفسدا ، وقد نهى الله عن ذلك نظرا من الله للعباد ، وحياطة منه برحمته لأرضه وخلقه من الفساد.
96 وسألت : عن : ( ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف ) [النساء : 6]؟
فهو : ومن كان لليتيم وليا فليستعفف ، معناها : فليعف عن أن يأكل من مال اليتيم شيا ، ومن كان فقيرا يعني معسرا فليأكل من مال اليتيم بالمعروف ، يقول بأمر مقدر
পৃষ্ঠা ৫৮২