وأما آية المودة فدالة على وجوب محبتهم على الجزم.
ووجه الاستدلال بها: أنه عز وجل جعل حبهم الذي هو لهم نفعة في الدين أجرا لسيد المرسلين أوجبه على كافة الخلق أجمعين، ومن ظلم الأجير أجرته فهو من الظالمين، فما حال من ظلم النبي الأمين في وداد عترته الأكرمين فهو من الهالكين بأيقن يقين.
وفي المودة والبغض لآل محمد صلوات الله عليه وعليهم أخبار كثيرة وأحاديث شهيرة رواها الموالف والمخالف، وسيأتي إن شاء الله في سورة المودة الإشارة إلى شيء منها ولنذكر هاهنا حديثا واحدا في المودة، وآخر في البغض من رواية الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش عليهم السلام تبركا بذكره وروايته فإنه قال في كتاب البساط ما لفظه: وخبرت عن الحسن بن عبدالله بن أبى ليلى قال: حدثنا سعيد بن نصر السكوني عن محمد بن أبى ليلى وعن الحكم بن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته).
وقال عليه السلام فيه أيضا: وحدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا حرز بن الحسين قال: حدثنا حسان بن سدير قال: حدثني شريف المكي قال: حدثنا محمد بن علي وما رأيت محمديا يعدله، قال: حدثنا جابر بن عبدالله الأنصاري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أيها الناس من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يوم القيامة يهوديا). قال: قلت يا رسول الله وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟. قال: (وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم).
পৃষ্ঠা ২৫