وأما آية التطهير وهي قوله تعالى: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)).[الأحزاب: 33] فهي دليل العصمة أيضا لأن رجس الأقذار حكمهم فيه وحكم غيرهم بالاتفاق واحد، فلم يبق فائدة الآية وخبر الكساء الذي بينها إلا تطهيرهم من درن الأوزار، وذلك معنى العصمة شهادة الله لهم وشهادة رسوله بإذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم.
والتطهير : التنزيه عن الإثم، وعن كل قبيح، ذكر ذلك صاحب المجمل في اللغة أحمد بن فارس اللغوي وهذا يقوي معنى العصمة، وهو ترك مواقعة الرجس، وبمقتضى لفظ القرآن العزيز، وقد ورد لفظ الصحيح من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فصار ذلك دليلا من الطريقتين وطريق عصمة من الأصلين، وذلك يقضي بعصمتهم بإرادة الله سبحانه وإخبار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، ويمنع وقوع الخطأ عاجلا وآجلا، وإذا أمنا وقوع الخطأ منهم وجب الإقتداء بهم دون من لم نأمن منه وقوع الخطأ، وتطرق الرجس عليه وترك التطهير له، ومن يؤمن وقوع الخطأ منه ثبت أنه يهدي إلى الحق لموضع قول الله سبحانه وتعالى: ((أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون))[يونس: 35]. فقد أوجب الله الإقتداء بمن يهدي إلى الحق، وليس ذلك إلا مع تطهيره له وإذهاب الرجس عنه، ووبخ من لم يحكم بذلك فصار ذلك حكم الله سبحانه وتعالى ، ومن لم يحكم به كان من أهل هذه الآية ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون))[المائدة: 44].
পৃষ্ঠা ২৪