ومن المعلوم أنه ليس من محبتهم الرفض لهم ولعلومهم والإقتداء بغيرهم، فإن ادعاء المحبة بغير عمل سخرية وجهل، لأن خلافهم خلاف المودة، ولم يودهم من خالفهم، وقد قال تعالى: ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم))[آل عمران: 31]. فقرن المحبة بالإتباع، فمن لم يتبعهم لم يحبهم، وكفى بالإجماع دليلا فإنه لا خلاف في وجوب حب آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لمكان الآيات والأخبار والكل من ذلك دال على وجوب اتباعهم قولهم قولا وعملا واعتقادا، لأن عدم ذلك خلاف المودة، فمن خالفهم فلم يودهم، ومن لم يودهم فقد عصى الله، ومن هاهنا يعلم أن إجماعهم حجة، وسيأتي إن شاء الله تعالى في هذه الثلاث الآيات ونحوها من تفسير أئمتنا عليهم السلام ما يشفي العليل ويوضح السبيل، فالطريق بحمد الله في ذلك واضح والحق فيه منير لائح فليتق الله المتأول لهذه الآيات الملقي في قلوب السامعين الشبهات.
وأما أحاديث التمسك والسفينة فهي كما رواه في كتاب قواعد عقائد آل محمد عليهم السلام وغيره أنهما مما تلقتها الأمة بالقبول .
من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم يوم نزل بماء يدعى خما بين مكة والمدينة في حجة الوداع فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب فإني تارك فيكم ثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
পৃষ্ঠা ২৬