মাসাবিহ সাতিকা
المصابيح الساطعة الأنوار
জনগুলি
[الحكمة في إقسام الله تعالى بالمخلوقات]
ولما كان الوالد وما كان منه من النسل فيهما عجب من آيات الله عجيب، ودلالة من دلائل قدرته وحكمته يفهمهما المفكر اللبيب أقسم تبارك وتعالى بهما لما أظهر من حكيم تدبيره فيهما.
واعلموا رحمكم الله أن كل ما أقسم الله سبحانه من الإقسام به منهما ومن غيرهما من أقسامه كلها في كتابه فعجب والحمد لله عجيب، وصواب عند الله لأولي الألباب مصيب، لأن الله تبارك وتعالى أعلى من كل علي، وإنه في الارتفاع والعظمة فوق كل شيء فليس شيء في جميع الأشياء إلا والله أعظم منه وأكبر وأعلى، فلم يكن ليكون القسم من الله سبحانه إلا بخلقه إذ ليس شيء من الأشياء من فوقه، والله سبحانه فوق كل شيء ورب كل شيء موات وحي.
وكذلك ما أقسم بما أقسم به من آياته وخلقه وصنعه دلالة للخلق على عظمته سبحانه وعلوه وارتفاعه، وأنه ليس من فوقه ما يقسم به لأنه الله رب كل شيء وخالقه، ومليك كل شيء في السموات والأرض ورازقه، ولا يقسم الله إذا أقسم إلا بما أقسم به من أسمائه، أو بعجيب ما خلق من آياته في أرضه وسمائه، فكلما أقسم به في إقسامه من التين والزيتون، والفجر، والسماء والطارق، والشمس والقمر، والليل إذا أدبر، والصبح إذا أسفر، وغير ذلك مما أقسم به في كتابه من جميع أقسامه التي أقسم بها لما أحاط علمه من عجيب أمرها باطن علمه فحكمة من حكم الله يدل إقسام الله بها على أنها من عجيب آياته، وما جعله الله دليلا لأولي الألباب على حكمته وقدرته.
পৃষ্ঠা ২৪০