মাসাবিহ সাতিকা
المصابيح الساطعة الأنوار
জনগুলি
ثم قال سبحانه: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد(4))) يريد والله أعلم في تقويم واعتدال وانتصاب وصعد، لأن الله عز وجل لم يخلق في الإعتدال والإصعاد والتقويم والكبد والإنتصاب شيئا من الأبدان غير بدن الإنسان، وفي ذلك عجب عجيب من التدبير والحكمة والبيان، ولذلك ما يقول الله سبحانه العليم الحكيم: ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)) [العلق:4] تذكيرا من الله تبارك وتعالى لهذا الإنسان بنعمته فيما خلقه فيه من الكبد الذي هو التقويم والتصعيد، وتفضيله لخلق الإنسان على خلق جميع الأبدان ليشكر ما أنعم الله به عليه في ذلك من نعمته، وليعرف ما عرفه فيه من عجيب حكمته، وقد ظن غيرنا أن ما ذكر الله من خلق الإنسان في كبد: هو ما الإنسان فيه مما يلاقي في معائش دنياه من التعب والكد، والذي ذكرنا من تفسيره أولى وأشبه وأشرح وأنور وأفهم وأوضح.
ثم قال سبحانه: ((أيحسب أن لن يقدر عليه أحد(5))) كأن معنى ذلك والله أعلم: فكيف يغفل عن قدرة من أنشأه فيما أنشأه فيه من الكبد تذكيرا من الله تعالى للإنسان بما هو عليه من الاغترار به، والنسيان لنعمته وإحسانه إليه وغفلته عن قدرته عليه.
ثم قال: ((يقول أهلكت مالا لبدا (6) أيحسب أن لم يره أحد(7))) والكبد: المتراكم الكثير الوافر، الذي بعضه على بعض، وفي آثار بعض، يفهم هذا فيه المفكر الناظر.
পৃষ্ঠা ২৪১