«لا» فقال: «اشتكت بمصر عين، واشتكت بمصر عين، وكيف ينفعها دواء بغداد؟ قال: «فأقبلت عليه الجماعة وقالوا: صدق الرجل، أنت جاهل»، فقلت: «لا والله، ما علمت أن عينيه اشتكت بمصر، فما تخلصت منهم إلا بهذه الحجة». فضحك المأمون وقال: «ما لقيت العامة منكم؟» قلت: «ما لقيت من الله أكبر» قال: «أجل» قال القاضي عن أبي الحسن فى كتاب المشايخ: «أن سبب اتصال ثمامة بالخلفاء، أن محمد بن سليمان قطع يدي عيسى الطبرى، وكان زاهدا متكلما فى عباد الله الصالحين، فلما بلغ ثمامة قال، قتلني الله إن لم أقتله» وكان ثمامة قد تفرد للعبادة، فاتصل بالرشيد، وتمكن منه لعلمه وفضل أدبه، إلى أن عاد له فى طريق مكة، فكان يملي أذنيه علما، الى أن حج معه، وحوله بتدبيره الى طريق البصرة في منصرفة، وهجم به على سلاح لمحمد بن سليمان، فكان من الرشيد ما كان.
ومن هذه الطبقة: عمرو بن بحر بن الجاحظ «1»، وكنيته أبو عثمان.
قال أبو القسم: وهو كناني من صلبهم.
قال المرتضى: بل هو مولى لهم، أخذ عن النظام.
قال ابن يزداد وهو نسيج وحده فى جميع العلوم، جمع بين علم الكلام والأخبار، والفتيا، والعربية، وتأويل القرآن وأيام العرب مع ما فيه من الفصاحة.
وله مصنفات كثيرة نافعة في التوحيد، واثبات النبوة، وفي الامامة، وفضائل المعتزلة وغير ذلك.
قال أبو علي «ما أحد يزيد على أبي عثمان، وأغرى بشيئين- كون المعارف ضرورية، والكلام على الرافضة».
قال الحافظ: «قلت لأبي يعقوب الحرمي، من خلق المعاصي؟» قال:
«الله» قلت: «فمن عذب عليها؟» قال: «الله» قلت: «فلم؟» قال: «لا أدري والله».
পৃষ্ঠা ৫৮