[الجزء الأول] باب ذكر المعتزلة وطبقاتهم
পৃষ্ঠা ১
الجزء الاول كتاب: المنية والأمل فى شرح كتاب: الملل والنحل
وهو الجزء السادس من كتاب: غايات الأفكار ونهايات الأنظار المحيطة بعجائب البحر الزخار
خط سنة 1061 (186) ورقة ومصور عن مكتبة الجامع الكبير بصنعاء رقم 11 علم الكلام ميكروفيلم رقم 109 (رقم مسلسل 427 من قائمة المخطوطات.
وقد جمع هذه المادة: أحمد يحيى المرتضى
وألفها: قاضى القضاة عبد الجبار الهمذانى
كما تبين للمحقق بعد التثبت بحمد الله وفضله.
পৃষ্ঠা ২
اعلم، أنا قد ذكرنا في المختصر، أسماءهم، وعلة تلقيبهم بها، وسند مذهبهم، وما أجمعوا عليه، ثم تعيين طبقاتهم، ثم اعداد فرقهم، وانتهائها الى ثلاث عشرة فرقة: «1»
পৃষ্ঠা ৩
[أسماء المعتزلة وبيان أسباب التسمية]
পৃষ্ঠা ৪
أما أسماؤهم، فقد قلنا: يسمون «المعتزلة» (1) لما سيأتي، و«العدلية» لقولهم بعدل الله وحكمته، «والموحدة» لقولهم: لا قديم مع الله، ويحتجون للاعتزال، أي لفضله، بقوله تعالى: «وأعتزلكم» «1» ونحوها، وهو قوله تعالى: «واهجرهم هجرا جميلا» «2»، وليس إلا بالاعتزال عنهم. واحتجوا من السنة، بقوله صلى الله عليه وسلم: «من اعتزل من الشر سقط فى الخير».
واحتجوا أيضا بالخبر، الذي رواه سفيان الثوري «3»، عن ابن الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «من اعتزل من الشر سقط فى الخير». واحتجوا أيضا بالخبر، الذي رواه سفيان الثورى عن ابن الزبير، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أبرها وأتقاها الفئة المعتزلة» «4»، وهو تمام الخبر. ثم قال سفيان لأصحابه: «تسموا بهذا الاسم، لانكم اعتزلتم الظلمة»، فقالوا: سبقك بها عمرو بن عبيد وأصحابه. فكان سفيان، بعد ذلك يروى: «واحدة ناجية».
পৃষ্ঠা ৭
مسألة: وكان السبب، في أنهم سموا بذلك، أي معتزلة، ما ذكر أن واصلا، وعمرو بن عبيد، اعتزلا حلقة الحسن، واستقلا بأنفسهما، ذكره ابن قتيبة فى المعارف، قال الشهرستاني: وروى أنه دخل واحد على الحسن البصري، فقال: يا إمام الدين، لقد ظهر فى زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر، والكبيرة عندهم لا تضر مع الايمان، بل العمل عندهم ليس من الايمان ركنا ولا يضر مع الايمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهم مرجئة الامة، فكيف تحكم أنت لنا فى ذلك، اعتقادا؟ فتفكر الحسن في ذلك، وقبل أن يجيب، قال واصل بن عطاء: «أنا لا أقول، إن صاحب الكبيرة مؤمن مطلقا، ولا كافر مطلقا، بل هو فى منزلة بين المنزلتين، لا مؤمن ولا كافر ثم قام، واعتزل الى اسطوانة من اسطوانات المسجد، يقرر ما أجاب به، على جماعة من أصحاب الحسن. فقال الحسن: اعتزل عنا واصل، فسمي هو وأصحابه: «معتزلة» «1».
পৃষ্ঠা ৮
قال الشهرستاني «2» وقرره بأن قال: الايمان عبارة عن خصال خير، إذا اجتمعت سمى المرء مؤمنا، وهو اسم مدح، والفاسق لم يستجمع خصال الخير، فلا يستحق اسم المدح، فلا يسمى مؤمنا، وليس هو بكافر أيضا لأن الشهادة وبعض اعمال الخير موجودة فيه لا وجه لانكاره، ولكنه إذا خرج من الدنيا على كبيرة، من غير توبة، فهو من أهل النار خالدا فيها، إذ ليس فى الآخرة إلا الفريقين: فريق فى الجنة وفريق فى السعير، لكنه يخفف عليه العذاب، وتكون دركته فوق دركة الكفار. وتابعة على ذلك عمرو بن عبيد «3»، بعد أن كان موافقا له فى العدل، وانكار المعاني فى صفات الله تعالى، ومن ثم، قلنا: «وسموا بذلك منذ اعتزل واصل، وعمرو بن عبيد، حلقة الحسن»، وقيل لقول قتادة- وكان من أصحاب الحسن-: «ما يصنع المعتزلة؟»، فكان تسميتهم بهذا الاسم.
روي عن عثمان الطويل «1». قال: لقيت قتادة فقال: ما حبسك عنا؟ لعل هؤلاء المعتزلة، حبستك عنا. قلت نعم!، حديث رويته أنت عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ما هو؟ قال: رويت أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
«ستفترق أمتي على فرق، خيرها وأبرها المعتزلة». وقيل: سموا بذلك، لرجوع عمرو بن عبيد، الى قول واصل في الفاسق، وخالف الحسن.
ذلك أنه لما خالف واصل، أقوال أهل زمانه، في الفاسق، واعتزلها كلها، واقتصر على المجمع عليه، وهو تسميته فاسقا، ورجع عمرو بن عبيد الى قوله، بعد مناظرة وقعت بينهما، سمى وأصحابه معتزله، لاعتزالهم كل الأقوال المحدثة.
والمجبرة «2» تزعم، أن المعتزلة، لما خالفوا الاجماع في ذلك، سموا معتزلة، قلت: لم يخالفوا الاجماع، بل عملوا بالمجمع عليه، في الصدر الأول، ورفضوا المحدثات المبتدعة.
وأما أصل المجبرة، فقد بينا فيما سبق أن مذهبهم انما حدث في
دولة معاوية وملوك بنى مروان، فهو حادث مستند الى من لا ترضى طريقته، وسيأتي ما ورد عن أفاضل الصحابة في رده، فكيف يستند إليهم.
[سند مذهب المعتزلة]
পৃষ্ঠা ৯
وأما سند مذهبهم فقد قال أبو اسحاق بن عياش: وسند مذهبهم أصح أسانيد أهل القبلة، إذ يتصل الى واصل، وعمرو بن عبيد، قلت: وبيان ذلك أن الأمة سبع فرق كما مر، فالخوارج «3» مذهبهم حدث في أيام علي عليه السلام «1»، فقد ظهرت تخطئة إياهم ومناظرته لهم وقتال من بقي على ذلك الاعتقاد، وأما الرافضة فحدث مذهبهم بعد مضي الصدر الأول ولم يسمع عن أحد من الصحابة من يذكر أن النص في علي جلي متواتر ولا في اثنى عشر كما زعموا، فان زعموا أن عمارا وأبا ذر الغفاري والمقداد ابن الاسود كانوا سلفهم لقولهم بامامة علي عليه السلام، أكذبهم كون هؤلاء لم يظهروا البراءة عن الشيخين ولا السب لهما، الا ترى أن عمارا كان عاملا لعمر بن الخطاب في الكوفة، وسلمان الفارسي في المدائن، وقد مر أن أول من أحدث هذا القول:
عبد الله بن سبأ ولم يظهر قبله «2»
পৃষ্ঠা ১০
[الحشوية لا سلف لهم وإنما تمسكوا بظواهر الأخبار]
পৃষ্ঠা ১১
وأما الحشوية فلا سلف لهم، وإنما تمسكوا بظواهر الأخبار، ولا يرجعون الى تحقيق ولا نظر كما قدمنا، فظهر لك أن هذه المذاهب لا سند لها معمول به، بخلاف سائر المذاهب، ألا ترى إلى سند القراءات كلها كيف اتصل، حتى انتهى الى علي عليه السلام «1»، وعثمان. وابن مسعود، وأبي بن كعب «2» وغيرهم.
وكذلك فقه العراق: أخذوه عن أبي حنيفة، عن حماد بن سلمة، عن علقمة والأسود، عن على عليه السلام وابن مسعود. وكذلك أخذ أهل الحجاز عن مالك وغيره، ومالك عن ربيعة وأبي الزناد وغيرهما، وهم أخذوا عن أفاضل من الصحابة، وكذلك أهل الحديث واللغة والنحو كيف أخذ بعضهم عن بعض. قال: وسند المعتزلة لمذهبهم أوضح من الفلق إذ يتصل إلى واصل وعمرو اتصالا ظاهرا شاهرا، وهما أخذا عن محمد بن علي بن أبي طالب، وابنه أبي هاشم عبد الله بن محمد، ومحمد هو الذي ربى واصلا وعلمه حتى تخرج واستحكم، ومحمد أخذ عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، «وما ينطق عن الهوى» قال الحاكم: وبيان اتصاله بواصل وعمرو، أنه أخذه القاضي عن أبي عبد الله البصري، وأبو عبد الله أخذه عن ابي إسحاق ابن عياش، وأبو إسحاق أخذه عن أبي هاشم وطبقته، وأبو هاشم أخذه عن أبيه أبى علي الجبائى، وأبو علي أخذه عن أبي يعقوب الشحام أخذه عن أبي الهذيل، وأبو الهذيل أخذه عن عثمان الطويل وطبقته، وعثمان أخذه عن واصل وعمرو، وهما أخذا عن عبد الله بن محمد، وعبد الله أخذ عن أبيه محمد بن علي بن الحنفية، ومحمد أخذ عن أبيه علي عليه السلام، وعلي عليه السلام أخذ عنه صلى الله عليه وآله وسلم، وما ينطق عن الهوى. «1»
পৃষ্ঠা ১২
مسألة إجماع المعتزلة
وأما ما أجمعوا عليه: «فقد أجمعت المعتزلة على أن للعالم محدثا قديما قادرا عالما حيا لا لمعان، ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، عينا واحدا، لا يدرك بحاسة، عدلا حكيما، لا يفعل القبيح ولا يريده، كلف تعريضا للثواب، ومكن من الفعل، وأزاح العلة، ولا بد من الجزاء من وجوب البعثة حيث حسنت، ولا بد للرسول صلى عليه وآله من شرع جديد، أو إحياء مندرس، أو فائدة لم تحصل من غيره، وأن آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والقرآن معجزة له، وأن الايمان قول ومعرفة وعمل، وان المؤمن من أهل الجنة، وعلى المنزلة بين المنزلتين، وهو: أن الفاسق لا يسمى مؤمنا ولا كافرا، إلا من يقول بالارجاء، فإنه يخالف فى تفسير الايمان: وفي المنزلة فيقول: «الفاسق يسمى مؤمنا»، واجمعوا أن فعل العبد غير مخلوق فيه، وأجمعوا على تولي الصحابة، واختلفوا في عثمان بعد الأحداث التى أحدثها، فأكثرهم تولاه، وتأول له، كما مر وكما سيأتي، وأكثرهم على البراءة من معاوية وعمرو بن العاص، وأجمعوا على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي تعداد علمائهم مصنفات عدة، كالمصابيح لابن يزداد وغيره» وبتمام هذه الجملة تم الكلام على ما أجمعوا عليه
وفيما يلى نورد المسائل التى اتفق فيها المعتزلة وأجمعوا عليها- كما جاء بكتاب الفرق بين الفرق «1» وهي:
পৃষ্ঠা ১৩
1 - نفيهم جميعا عن الله عز وجل صفاته الأزلية، وقولهم بأنه ليس لله عز وجل علم، ولا قدرة، ولا حياة، ولا سمع، ولا بصر، ولا صفة أزلية، وزادوا على هذا بقولهم: إن الله تعالى لم يكن في الأزل اسم ولا صفة والدارس المتأمل لفكر المعتزلة يدرك انهم جمعوا بين الصفات والذات ووحدوا بينها للتنزيههن.
2 - ومنها قولهم: باستحالة رؤية الله عز وجل بالأبصار، وزعموا أنه لا يرى نفسه، ولا يراه غيره، واختلفوا فيه: هل هو راء لغيره أم لا؟ فأجازه قوم منهم وأباه آخرون منهم ومن المعلوم ان المعتزلة قصدوا الاستحالة رؤية الله تعالى فى الدنيا وهذا حق ...
3 - ومنها اتفاقهم على القول بحدوث كلام الله عز وجل، وحدوث أمره ونهية وخبره، وكلهم يزعمون أن كلام الله عز وجل حادث، وأكثرهم اليوم يسمون كلامه مخلوقا وعندنا أن كلام الله لا يوصف بالقدم او الحدوث وانما معه تعالى.
4 - ومنها قولهم جميعا: بأن الله تعالى غير خالق لأكساب الناس، ولا بشيء من أعمال الحيوانات، وقد زعموا أن الناس هم الذين يقدرون أكسابهم، وأنه ليس لله عز وجل فى اكسابهم، ولا في أعمال سائر الحيوانات، صنع وتقدير، ولأجل هذا القول سماهم المسلمون قدريه وسبق واشرنا الى ان معنى لفظ القدرية لا يشير الى ذلك.
5 - ومنها: اتفاقهم على دعواهم في الفاسق من أمة الاسلام بالمنزلة بين المنزلتين- وهي أنه فاسق، لا مؤمن ولا كافر- ولهذا سماهم المسلمون: معتزلة لاعتزالهم قول الأمة بأسرها وهذا حق وهو خلاف فى الفروع .
6 - ومنها: قولهم: إن كل ما أمر الله تعالى به أو نهى عنه من أعمال العبادة لم يشأ الله شيئا منها وهذا مخالف تماما لعقيدة المعتزلة.
وزعم الكعبي فى مقالاته أن المعتزلة أجمعت على أن الله عز وجل شيء كالأشياء، وأنه خالق الأجسام والأعراض، وأنه خلق كل ما يخلقه لا من شيء، وعلى أن العباد يفعلون أعمالهم بالقدرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى فيهم. قال: وأجمعوا على أنه لا يغفر لمرتكب الكبائر بلا توبة. وفي هذا الفصل من كلام الكعبي، غلط منه على أصحابه من وجوه «1».
পৃষ্ঠা ১৪
منها قوله «1»، إن المعتزلة أجمعت على أن الله تعالى شيء، لا كالأشياء.
وليست هذه خاصية الله تعالى وحده عند جميع المعتزلة فإن الجبائي وابنه أبا هاشم قد قالا: «إن كل قدرة محدثة، شيء لا كالأشياء، ولم يخصوا ربهم بهذا المدح».
ومنها حكايته عن جميع المعتزلة قولهم: «بأن الله عز وجل خالق الأجسام والأعراض».
قد علم أن «الأصم» من المعتزلة ينفي الأعراض كلها، وأن المعروف منهم «بمعمر» يزعم أن الله تعالى لم يخلق شيئا من الأعراض، وأن «ثمامة» يزعم أن الأعراض المتولدة لا فاعل لها.
فكيف يصح دعواه إجماع المعتزلة على أن الله سبحانه خالق الأجسام والأعراض.
وفيهم من ينكر وجود الأعراض، وفيهم من يثبت الأعراض، ويزعم أن الله تعالى لم يخلق شيئا منها، وفيهم من يزعم أن المتولدات أعراض لا فاعل لها.
«والكعبي» مع سائر المعتزلة زعموا أن الله تعالى لم يخلق أعمال العباد وهي أعراض عند من أثبت الأعراض. فبان غلط «الكعبي» فى هذا الفصل على أصحابه.
7 - ومنها: دعوى إجماع المعتزلة على أن الله خلق ما خلق، لا من شيء. وكيف يصح إجماعهم على ذلك؟
«والكعبى» مع سائر المعتزلة- سوى «الصالحى» - يزعمون أن الحوادث كلها، كانت قبل حدوثها، أشياء.
والبصريون منهم، يزعمون أن الجواهر والأعراض كانت- فى حال عدمها- جواهر وأعراضا وأشياء.
পৃষ্ঠা ১৫
والواجب على هذا الفصل، أن يكون الله خلق الشيء من شيء، وإنما يصح القول بأنه خلق الشيء لا من شيء، على أصول أصحابنا «الصفاتية»، الذين أنكروا كون المعدوم شيئا.
وأما دعوى إجماع المعتزلة، على أن العباد يفعلون أفاعيلهم بالقدرة التى خلقها الله تعالى فيهم، فغلط منه عليهم لأن «معمرا» منهم زعم «أن القدرة مثل الجسم القادر بها وليست من فعل الله تعالى» و«الأصم» منهم ينفي وجود القدرة، لأنه ينفي الأعراض كلها، وكذلك دعوى إجماع المعتزلة على أن الله تعالى لا يغفر لمرتكبي الكبائر من غير توبة منهم غلط منه عليهم.
هذا ما أجمع واتفق عليه المعتزلة/ فيما بينهم كما ورد بالفرق «1».
وينبغى الاسارة هنا الى اننا تناولنا فى الجزء الثانى من هذا الكتاب حقيقة نظر المعتزلة لجميع تلك المسائل التى اوردناها عن البغدادى.
পৃষ্ঠা ১৬
تعيين طبقات المعتزلة
وأما تعيين طبقاتهم فنقول: قد رتب القاضي عبد الجبار طبقاتهم، ونحن نشير الى جملتها وقد تضمنتها مسألة مستقلة وهى: أن طبقاتهم على ما فصله القاضى القضاة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الى حده هي عشر، وإنما ذكر في كل طبقة المشهورين من رجال زمانهم، لتعذر احصاء ذوي المعارف منهم في كل حين، وربما يدخل بعضهم فى بعض في الأعصار.
الطبقة الاولى
الخلفاء الأربعة وهم: علي عليه السلام، وأبو بكر «1» وعمر «2»، وعثمان، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود وغيرهم: كعبد الله بن عمر، وأبي الدرداء «3»، وأبي ذر الغفاري، وعبادة بن الصامت. أما علي عليه السلام «4».
فقصة الشيخ الذي سأله عند انصرافه من صفين.- أكان المسير بقضاء الله وقدره- الى آخره مصرح بالعدل وإنكار الجبر، وذلك أنه لما انصرف من صفين قام إليه شيخ فقال: «أخبرنا عن مسيرنا الى الشام أكان بقضاء وقدر؟».
পৃষ্ঠা ১৭
فقال عليه السلام: «والذي خلق الحبة وبرأ النسمة، ما هبطنا واديا ولا علونا قلعة الا بقضاء وقدر». فقال الشيخ: «عند الله احتسب عنائي، ما لي من الأجر شيء». فقال: «بل أيها الشيخ عظم الله لكم الأجر في مسيركم وأنتم سائرون، وفي منقلبكم وأنتم منقلبون، ولم تكونوا فى شيء من حالاتكم مكرهين، ولا إليها مضطرين». فقال الشيخ: «وكيف ذلك والقضاء والقدر ساقانا، وعنهما كان مسيرنا؟» فقال عليه السلام: «لعلك تظن قضاء واجبا، وقدرا حتم، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد ولما كانت تأتي من الله لائمة لمذنب ولا محمدة لمحسن، ولا كان المحسن بثواب الاحسان أولى من المسيء، ولا المسيء بعقوبة الذنب أولى من المحسن- تلك مقالة إخوان الشياطين، وعبدة الأوثان، وخصماء الرحمن، وشهود الزور، أهل العمى عن الصواب في الأمور، هم قدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله تعالى أمر تخييرا، ونهى تحذيرا ولم يكلف مجبرا، ولا بعث الأنبياء عبثا «ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار». فقال الشيخ: «وما ذلك القضاء والقدر اللذان ساقانا؟» فقال: «أمر الله بذلك وإرادته» ثم تلا: «وقضى / ربك ألا تعبدوا إلا إياه/ وبالوالدين إحسانا «1»». فنهض الشيخ مسرورا بما سمع، وأنشأ يقول:
أنت الامام الذي نرجو بطاعته ... يوم النشور من الرحمن رضوانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا ... جزاك ربك بالاحسان إحسانا
পৃষ্ঠা ১৮
وقول أبي بكر، وعبد الله بن مسعود «2»، في بعض اجتهاداتهما، حيث سئل أبو بكر عن الكلالة، وابن مسعود معن المرأة المفوضة في مهرها، فقال كل واحد منهما حين سئل: «أقول فيها برأي فان كان صوابا فمن الله، وإن كان خطا فمني ومن الشيطان». فهذا القول يقضي بذلك، أى بالتصريح بالعدل وانكار الجبر. وتعزير عمر لمن ادعى أن سرقته كانت بقضاء الله، مصرح بنفي الجبر، لأنه أتى بسارق فقال: «لم سرقت؟» فقال: «قضى الله علي»، فأمر به، فقطعت يده، وضرب أسواطا، فقيل له في ذلك فقال: «القطع للسرقة، والجلد لما كذب على الله».
ولما قال محاصرو عثمان حين رموه: «الله يرميك»، قال: «كذبتم لو رماني ما أخطأنى»، وهذا أيضا يقتضي إنكار الجبر. وقول عبد الله بن عمر حين قال له بعض الناس: يا أبا عبد الرحمن ان أقواما يزنون ويشربون الخمر، ويسرقون ويقتلون النفس ويقولون: كان فى علم الله،؟؟؟ نجد بدا منه، فغضب ثم قال:
«سبحان الله العظيم، قد كان ذلك فى علمه أنهم يفعلونها، ولم يحملهم علم الله على فعلها. حدثني (أبي) عمر بن الخطاب أنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«مثل علم الله فيكم كمثل السماء التي أظلتكم، والأرض التي أقلتكم، فكما لا تستطيعون الخروج من السماء والأرض، كذلك لا تستطيعون الخروج من علم الله، كما لا تحملكم السماء مو الأرض على الذنوب، كذلك لا يحملكم علم الله علما. ثم قال ابن عمر «1»: «لعبد يعمل المعصية ثم يقر بذنب على نفسه أحب الى من عبد يصوم النهار، ويقوم الليل، ويقول: إن الله تعالى يفعل الخطيئة فيه» فهذا الخبر مصرح أيضا بإنكار القول بالجبر.
পৃষ্ঠা ১৯
وأما ابن عباس «2»، ففي مناظراته لمجبرة الشام ما يقطع كل عذر، وذلك أنه روى عنه مجاهد، أنه كتب الى قراء المجبرة بالشام.
«أما بعد أتأمرون الناس بالتقوى وبكم ضل المتقون. وتنهون الناس عن المعاصي وبكم ظهر العاصون، يا أبناء سلف المقاتلين، وأعوان الظالمين، وحزان مساجد الفاسقين، وعمار سلف الشياطين، هل منكم إلا مفتر على الله يحمل إجرامه عليه وينسبها علانية إليه، وهل منكم إلا من السيف قلادته، والزور على الله شهادته، أعلى هذا تواليتم أم عليه تماليتم؟ حظكم منه الأوفر ونصيبكم منه الأكبر، عمدتم الى موالاة من لم يدع لله مالا إلا اخذه، ولا منارا إلا هدمه، ولا مالا ليتيم إلا سرقه أو خانه، فأوجبتم لأخبث خلق الله أعظم حق، وتخالفتم مع أهل الحق حتى ذلوا وقلوا وأعنتم أهل الباطل حتى عزوا وكثروا، فأنيبوا الى الله وتوبوا، تاب الله على من تاب وقبل من أناب».
পৃষ্ঠা ২০
وعن علي بن عبد الله أن عباس «1» قال: «كنت جالسا عند أبي إذ جاءه رجل فقال: «يا ابن العباس! إنها هاهنا قوما يزعمون أنهم أتوا من قبل الله وأن الله أجبرهم على المعاصي فقال: «لو أعلم أن منهم هاهنا أحد لقبضت على حلقه فعصرته حتى تذهب روحه عنه، لا تقولوا جبر الله على المعاصي، ولا تقولوا لم يعلم الله، ما العباد عاملوه فتجهلوه». وعن أنس: ما هلكت أمة قط حتى يكون الجبر قولهم». وعن أبي بن كعب : «السعيد من سعد بعمله، والشقى من شقي بعمله». وعن الحسن: أن رجلا من فارس جاء الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رأيتهم ينكحون أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم، فاذا قيل لم تفعلون ذلك قالوا: قضاء الله وقدره». فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أما إنه سيكون فى أمتي من يقولون مثل ذلك، قال أولئك مجوس أمتي» «1» وسئل صلى الله عليه وآله وسلم عن تفسير: «سبحان الله» فقال: «هو تنزيهه من كل شر». وكان يقول في بعض توجهاته فى الصلاة: والشر ليس إليك. «2»
পৃষ্ঠা ২১
الطبقة الثانية
الحسنان عليهما السلام: فقد اشتهر منهما القول بالتوحيد والعدل «1». قلت:
পৃষ্ঠা ২২