[ إنكار القرآن ]
وأما الكتب فقالوا: لايصح نزول العرض، والقرآن وسائر كلام الله تعالى عرض، وإنما القرآن صفة ضرورية لقلب الملك الأعلى لا يفارقه ويسمونه ميخائيل، وهذا الموجود بين أظهرنا ليس بقرآن وإنما هو حكاية القرآن، وهم لا يسمعون القرآن. قالوا: وإنما يسمعون القارئ، ولهم جهالات جمة، وأقوال متناقضة.
فإذا كانت اليهود كفارا بما ذكرنا كان المطرفي زائدا على صفة اليهودية مائة ألف ضعف وأربعة وعشرين ألف ضعف الآخرين، لإنكار نبوة عيسى ومحمد وكتابيهما، والنصارى آمنت بجميع الكتب المنزلة والأنبياء المرسلة سوى محمد وقالت: إن الله تعالى ثلاثة أقانيم: أقنوم الأب -يعنون ذات الباري- وأقنوم الابن -يعنون الحياة- وأقنوم روح القدس -يعنون به القدرة- فقالوا بذات وصفتين: هما الذات والذات هما. قالوا: فهو واحد على الحقيقة وثلاثة على الحقيقة. فحكى الله عنهم التثليث بذلك بقوله: ?لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة...الآية?[المائدة:73]، وبقوله : ?ولا تقولوا ثلاثة?[النساء:171] والمطرفية قالوا: إن للباري أربعين اسما هي الله والله هي، وناظروا على هذا مرارا، ولا مخالفة بينهم في ذلك فيما علمناه، وقد حكاه الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام في شعره، فقال:
وفرقة من شرار شيعتنا .... ملوا مقامي واستبعدوا أمدي
من أجل أني أنكرت قولهم .... في مثل أسماء الواحد الصمد
أسماؤه يزعمونها هي هو .... قديمة كالقديم في الأبد
وهل يكون للأشياء ويلهم .... حسا يكافئ في المعنى وفي العدد
فشابهوا قول من يقول بأقن .... وم خلاف التوحيد متحد
পৃষ্ঠা ৩৭