[ الضرر والمرض من الشيطان ]
فذكر مشابهة قولهم للنصارى، ثم قال عليه السلام في كتاب (العمدة، في الرد على المطرفية المرتدة ومن وافقوا من أهل الردة) هذه ترجمة الكتاب، فقال عليه السلام فيه: إن المطرفي ثلاثة عشر نصرانيا وثلث نصراني؛ لأنك إذا قسمت أربعين [اسما] على ثلاثة ثلاثة كانت هذه الجملة، فقد زادوا على النصارى فيما به كفرت النصارى.
وأما المجوس فإنما كفروا حيث أضافوا النفع والضر إلى الله تعالى [وأشركوا معه الشيطان فقالوا: النفع من الباري تعالى] وهو عندهم (يزدان)، والضر من (أهرمن) -وهو عندهم الشيطان- وكذلك قالت المطرفيه: إن الضرر والمرض من الشيطان -ويحتجون بقول أيوب ?أني مسني الشيطان بنصب وعذاب?[ص:41].
قلنا: إنما أصابه الشيطان بالوسوسة؛ فأنكروا ذلك وزادوا على المجوس بأن نفوا المحبوب عن الله وقالوا: هو بإحالات الأجسام. والثنوية أضافوا النفع والضرر إلى النور والظلمة، وهما مما ليس بحي ولا قادر؛ فلا يصح أن يضاف إليهما الضر والنفع، والمطرفية أضافت الضرر والنفع إلى جميع الجمادات كلها فزادت على المجوس أضعافا مضاعفة وعلى الثنوية .
وأما الوثنية: فاعتقدوا في الأصنام أنها تضر وتنفع من دون الله، وكان في كل قبيلة صنم كما كان يعوق في همدان، ويغوث في مذحج، وهبل في قريش، وذو الخلصة في خثعم، وذو الكفين في دوس، واللات والعزى في ثقيف وهذيل، إلى غير ذلك مما يطول.
পৃষ্ঠা ৩৮