فكفى لعمري بوجودها بعد عدمها دليلا على صانعها، وكفى بصنع أدواتها دليلا على علم الصانع بها، وكفى بوجود الأرزاق دليلا على الرزاق، الواحد الخلاق، وكفى بما يشاهد من النعم المنزلة من السماء المبسوطة لنا ولأنعامنا، دليلا على المنعم علينا، وكفى بما نشاهد من الأحسان في الأرزاق دليلا على المحسن علينا، فلعمري لفي أقل من هذا ما دل على الله تبارك وتعالى، فيالها نعما عظمت!! وأياديا جلت وجسمت!! ويالها فضائل كثرت عن التعديد!! وزادت على كل مزيد، والحمد الله الواحد الحميد، العدل الخالق المجيد، فلن نذكر من حكمته إلا قليلا، فسبحان الله بكرة وأصيلا، والحمد لله كثيرا، والله أكبر كبيرا.
ولا تكون نعمة صح حدثها إلا من منعم، ولا كرم صح من بعد العدم إلا من متكرم، ولا حكمة بالغة إلا من حكيم، كما لا يكون العلم إلا من عليم، ولا الحلم في الشاهد إلا من حليم، ولا يجعل الشيء للشيء والمعنى للمعنى، إلا عالم بفاقة المخلوق إلى ما جعل وبنى.
পৃষ্ঠা ৯২