وكذلك مَن شهد النبيُّ له بالجنة نحن نشهد له أيضًا بالجنة، وأما غيرهم من المسلمين فلا نشهد لواحدٍ بعينه أنه من أهل الجنة بلا عذابٍ، بل نقول: المسلمون من أهل الجنة على الإطلاق، ولكن لا نعيِّن واحدًا، بل أمرُ كلِّ واحدٍ في مشيئة الله تعالى: إن شاء أدخله الجنة بشفاعة الشفيع بلا عذاب، وإن شاء غفر له بلا شفاعةِ شفيعٍ، وإن شاء عذَّبه بقَدْرِ ذنوبه، وعاقبةُ كل واحدٍ من المسلمين الجنة، ولم يخلَّد مسلم في النار وإن كان له ذنبٌ عظيم، ولم يخلَّد في النار إلا بسبب الكفر.
قوله: "فبايعناه على ذلك"؛ يعني: لمَّا قال لنا رسول الله ﵇ من قوله: (بايعوني) إلى ها هنا بايعناه إلى ما قال، وقبلنا منه هذه الأشياء.
وجَدُّ (عبادة بن الصامت) قيس بن أصرم، وعبادةُ أنصاريٌّ.
* * *
١٧ - وعن أبي سعيد الخُدريِّ ﵁ أنه قال: خرجَ رسولُ الله ﷺ في أَضْحَى - أو: فِطْرٍ - إلى المُصلَّى، فمرَّ على النِّساءِ فقال: "يا معشرَ النِّساءِ! تصدَّقْنَ، فإني أُريتُكنَّ أكثرَ أهلِ النارِ"، فقُلْنَ: وبمَ يا رسولَ الله؟ قال: "تُكثِرْنَ اللَّعْنَ، وتكفُرْنَ العَشيرَ، ما رأيتُ مِنْ ناقِصاتِ عقلٍ ودِينٍ أذْهبَ لِلُبِّ الرجلِ الحازِم مِنْ إحداكنَّ"، قُلن: وما نُقصانُ دينِنا وعَقْلنَا يا رسولَ الله؟ قال: "أليسَ شهادةُ المرأةِ مثلَ نصْفِ شهادةِ الرجل؟ "، قُلن: بلى، قال: "فذلك من نُقصان عَقْلِها"، قال: "أليسَ إذا حاضَتْ لم تُصَلِّ، ولم تَصُمْ؟ "، قُلن: بلى، قال: "فذلك من نُقصانِ دينِها".
قوله: "في أضحى أو فطر ... " إلى آخره، (أو) ها هنا للشك، يعني شكَّ الراوي أن رسول الله ﵇ خرج في عيد الأضحى أو في عيد الفطر.