[السياسة المنحرفة تحرف القرآن]
على ما بلي به قديما من تلبيس ملوك الجبابرة، وأتباعها من علماء العوام المتحيرة، في توجيهها له على أهوائها وتصريفه، وتأويلها له بخطئها على تحريفه، حتى عطل فيهم قضاؤه، وبدلت لديهم أسماؤه، فسميت الإساءة فيه إحسانا، والكفر بالله إيمانا، والهدى فيه عندهم ضلالا، وعلماء أهله به جهالا، ونور حكمه ظلما، وبصر ضيائه عمى، بل حتى كادت أن تجعل فاؤه ألفا، وألفه للجهل بالله فاءا، تلبيسا على الطالب المرتاد، وضلالة من العامة عن الرشاد، فنعوذ بالله من عماية العمين، والحمد لله رب العالمين.
فلو لا ما أبدى الله سبحانه من كتابه وحججه، وأذكى سبحانه من تنوير سرجه، لأباد حججه - بتظاهرهم - المبطلون، ولأطفأ سرجه الظلمة الذين لا يعقلون، ولكن الله سبحانه أبى له أن يطفى، وجعله سراجا لأوليائه أبدا لا يخفى، ولذلك ما يقول سبحانه: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} [التوبة: 32].
পৃষ্ঠা ৩১