فجعلنا الله وإياكم من أهله، وعصمنا وإياكم بحبله، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وأهله وسلم تسليما.
وبعد: فإنا لما رأينا - فيه من جوامع الهدى واليقين، وكان الهدى واليقين به مقدمة معتصم كل دين - علمنا متيقنين، وأيقنا مستيقنين، أن لن نصيب رشدا، ولن ننال مطلوب هدى، إلا به وعن تفسيره، وبما نور الله القلوب به من تنويره، فنظرنا عند ذلك فيه، واستعنا بالله عليه، فوجدناه بمن الله لكل علم من الهدى ينبوعا، ورأينا به كل خير في الهدى مجموعا، فلا خير في الحياة الدنيا كخيره، ولا يهتدى لأحكام الله بغيره، من طلب الهدى في غيره لم يجده أبدا، ومن طلبه به وجد فيه أفضل الهدى، فقصدنا قصده، والتمسنا رشده، فأي رشد فيه وجدنا ؟! وإلى أي قصد منه قصدنا؟! تالله ما غابت عنه من الهدى غائبة، ولا خابت لطالب فيه خائبة، لقد كشف ستور الأغطية، وأظهر مكنون سر الأخفية، فأوجد مطلوب ملتمسها، وأبان ملتبس مقتبسها.
পৃষ্ঠা ৩০