ومن قبل مصير كتب الله إلينا، ومن الله بتنزيله علينا، ما صار من الله إلى السماوات ودار بين أكنافها، وشهد بترتيله من ملائكة الله جميع أصنافها. ومن قبل منه علينا به من على الملائكة بعلمه، وما وهبهم من سماع حكمه، وفي ذلك من شهادتها وبيانه، وما نزل الله منه في فرقانه، ما يقول سبحانه: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا} [النساء: 166]، فكفى بهذا الحكم لكتاب الله والحمد لله تبيينا وتوكيدا، وفيه حجة وبيانا، وعليه دلالة وبرهانا، فأين يتاه بمن غفل عنه ؟!! وهل يجد واجد أبدا خلفا منه ؟!.
كلا لن يجده، ولو جهده جهده ! نزل به من الله سبحانه روح القدس، شفاءا من المؤمنين لكل نفس، فزادهم به إلى إيمانهم إيمانا، ووهبهم به بصيرة وإيقانا، وجعله الله عمى ورجسا، لمن كان عميا نجسا، كما قال سبحانه: {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون} [التوبة : 124- 125]. فجعله الله لأعدائه ولمن لم يقبله وعمي عنه رجسا وتبارا، كما قال سبحانه: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [الإسراء: 82].
পৃষ্ঠা ১৮