وهذه الألفاظ حينما نقف متأملين لها لا نجد في اللغة العربية أو في الحقيقة الدينية أو الشرعية أن الخليفة والأمير والملك تعني الخليفة المنصوب من قبل الله وإن لم يتول أي لا تدل هذه الألفاظ أن المقصود بالخلافة والملك الخلافة الإلهية إذ لا يبعد أن يكون المقصود -إذا سلمنا صحتها - هو الإخبار بما سيكون وإن لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم راضيا بذلك مع أن الواقع يخالف هذا التأويل ، فإذا كانت الأحاديث المزعومة تشير إلى الخلافة الفعلية والواقع يخالف هذه الأحاديث علمنا عدم صحتها .
ومما يدل على أن المقصود هو الخلافة الفعلية سؤال الرجل لابن مسعود : كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ وتعليق كون الدين ظاهرا بكون الاثني غشر خلفاء وملوك وأمراء على الإسلام .
ومع هذا وذاك فهذه الأحاديث المزعومة مجملة إذ لم تشر إلى أن الملوك والخلفاء من بني هاشم ، ومن أي فخذ من بني هاشم هم ، ولا أنهم من نسل الإمام علي عليه السلام ، ولا أنهم من نسل الحسين عليه السلام وأنهم على الترتيب وأن خلافتهم متتابعة ، وأن أسمائهم هي كيت وكيت ، فكيف يصح للإمامية الاحتجاج بهذا الحديث مع وجود هذه العلل القاتلة القاصمة ؟
পৃষ্ঠা ২৫