مع الإمامية
في الإمامة والعصمة
تأليف:
عبد الله بن الحسين بن محمد الكبسي
الملقب بالديلمي
سامحهم الله تعالى
تنبيه
لم أتكلم إلا عن الإمامة والعصمة عند الجعفرية فقط ، فلم أتكلم عن التقية ولا عن الرجعة .
...وتكلمت بنبذة بسيطة عن المهدي ونبذة كذلك عن اختلافهم .
পৃষ্ঠা ১
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الطاهرين ..
وبعد ...
سيدي القارئ الكريم ؛ إنني في هذا الكتاب لم أعش همومي وأحزاني وظروفي وعواطفي بحيث تؤثر علي ولم أجعل منها أدلة لمذهبي ولبيئتي التي عشت فيها ، بل عشت مع الدليل أذهب معه إلى أي مكان يذهب إليه لا أبالي أن يكون مكاني .. المهم أني أتبع الدليل بفكر صائب وعقل متحرر من أي قيود غير الموضوعية ، أبحث عن الحقيقة ونور الحق ..نعم عن الحقيقة ونور الحق لا غير .
لا بد أن نعيش مع الدليل ومدلولاته ليكون هو المرتكز والمؤثر الوحيد لعقائدنا معاشر المسلمين ، إنني في هذا المؤلف لم يؤثر علي ما سبق ، ولم يؤثر علي أب رحيم , ولا أخ معين ، ولا صديق حميم ، ولا عدو فاجر ، بل أثر علي قول الله تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم )) وقوله سبحانه : (( إن الظن لا يغني من الحق شيئا )) أثرت علي أوامر الله الذي حرم التقليد في معرفته ومعرفة ما جاء به ، الذي حرم التعصب للعقائد الباطلة والأفكار القاتلة ، القائل : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) .
القارئ العزيز ؛
إن هذا الكتاب لم يكن نتيجة لحقد دفين نبشته وأعلنته ، أو كراهية أظهرتها ، أو لإثارة النعرات المذهبية بيني وبين الجعفرية.بسم الله الرحمن الرحيم ¶ الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الطاهرين .. ¶ وبعد ... ¶ سيدي القارئ الكريم ؛ إنني في هذا الكتاب لم أعش همومي وأحزاني وظروفي وعواطفي بحيث تؤثر علي ولم أجعل منها أدلة لمذهبي ولبيئتي التي عشت فيها ، بل عشت مع الدليل أذهب معه إلى أي مكان يذهب إليه لا أبالي أن يكون مكاني .. المهم أني أتبع الدليل بفكر صائب وعقل متحرر من أي قيود غير الموضوعية ، أبحث عن الحقيقة ونور الحق ..نعم عن الحقيقة ونور الحق لا غير . ¶ لا بد أن نعيش مع الدليل ومدلولاته ليكون هو المرتكز والمؤثر الوحيد لعقائدنا معاشر المسلمين ، إنني في هذا المؤلف لم يؤثر علي ما سبق ، ولم يؤثر علي أب رحيم , ولا أخ معين ، ولا صديق حميم ، ولا عدو فاجر ، بل أثر علي قول الله تعالى : (( و لا تقف ما ليس لك به علم )) وقوله سبحانه : (( إن الظن لا يغني من الحق شيئا )) أثرت علي أوامر الله الذي حرم التقليد في معرفته ومعرفة ما جاء به ، الذي حرم التعصب للعقائد الباطلة والأفكار القاتلة ، القائل : (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) . ¶ القارئ العزيز ؛ ¶ إن هذا الكتاب لم يكن نتيجة لحقد دفين نبشته وأعلنته ، أو كراهية أظهرتها ، أو لإثارة النعرات المذهبية بيني وبين الجعفرية.
لا والذي يعلم السر وأخفى ..
لا والذي يعلم ما تحت الثرى ..
بل هو لبنة في طريق الوحدة الإسلامية التي تنادي بها جميع الفرق الإسلامية ولن تكون إلا بطرح التعصب للبيئة والمذهبية والأنساب ... ، فبالحوار الهادئ والمجادلة بالتي هي أحسن يمكن أن نصل بكل تأكيد إلى الحق ، نعم أخي القارئ ؛ إلى الحق المبين .
ولأنني رأيت أناسا يصفون إخوانهم الزيدية وأئمتهم بهتانا وزورا بأبشع الصفات مستدلين على ذلك بصحة أدلة الإمامية ، فالأئمة الزيدية في نظر هؤلاء أصحاب دنيا يبحثون عن السلطة والجاه والغنائم لا غير . إن أئمة الزيدية أمثال الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية وإخوانه وأبيه والإمام الهادي وغيرهم في نظر هؤلاء مغتصبون للإمامة وحاسدون للأئمة التسعة .
أخي القارئ ؛
إن هؤلاء حينما يستدلون بأدلة الإمامية يعجبون بالخميني ويعيشون ثورته حلما وتبهرهم كثرة الجعفرية ومراكزهم وفي الحقيقة هناك التفات من الجعفرية لمراجعها في المقابل يعيشون ضعف الحركة الزيدية ورجالها ولا يعيشون مع فكر الزيدية ومع الأدلة ومد لولاتها .
إنهم حينما يعيشون مع الآخر يهربون من واقعهم وآلامهم وهمومهم وعجزهم وعجز رجال الزيدية .
إنني أيها العزيز أحب الخميني لحركته وجهاده وتجديده لا لفكره العقائدي إنني معجب ببعض المفكرين الشيعة لا لأنهم شيعة ويحبون عليا بل لأنهم صنعوا من أنفسهم مجاهدين ، ولأنهم قدموا رؤى للحركة الإسلامية .
পৃষ্ঠা ২
أيها القارئ العزيز ؛ إن ما قام به الخميني ومحمد باقر الصدر وعلي شريعتي ومطهري وغيرهم رحمهم الله هو امتداد لنهج الإمام زيد العملي وما ردود الخميني في بعض كتبه على هؤلاء الذين يقولون بتحريم الثورة لأن المنكرات كلما ازدادت كلما قرب ظهور الإمام المهدي عليه السلام إلا انتهاجا للإمام زيد حينما رد على أشياعهم الذين رفضوا الجهاد معه عليه السلام ، وإلا فقل لي بربك أيها القارئ اللبيب ؛ كم هي الثورات التي تكلم عنها التأريخ للإمامية ؟ وكم هي الثورات التي تكلم عنها التأريخ للزيدية ؟
أخي القارئ ؛
لتكن من أي فرقة شئت ...
ولتعلم أني بعملي هذا لم أقصد جرحا أو تنقيصا بل أقصد به وجه الله الكريم لا غير ، فمن وجد به خللا وسده وأعلمني فجزاه الله خيرا ، ولن أتكبر على الحق أبدا أبدا بإذن الله ، وكلامي هذا هو من صميم قلبي.
وأخيرا ؛ أسأل الله أن ينفع بي وأن ينفعني وأن يزيل الحجب من قلوبنا لنرى الحقيقة بعقول سالكة إلى الله ....
والله الموفق ......
6 / جماد آخر / 1420 ه
পৃষ্ঠা ৩
الباب الأول: الإمامة
الفصل الأول: النص على أسماء الأئمة
إعلم أنه لا يصح الاستدلال بالحديث الآحادي في أصول الدين لأن المطلوب فيها العلم الذي يقابل الظن وهو متعذر في الآحادي لأنه لا يفيد إلا الظن ، ولهذا نص علماء أصول الفقه على أن الحديث إذا استلزم الشهرة - أي عموم التكليف - ولم يشتهر فلا يصح الاستدلال به في الفروع فضلا عن الأصول لعدم حجيته ، نعم ؛ إختلفوا في العمل به في الفروع وكان مدلول الحديث يستلزم العمل به من جميع المكلفين ، فأجازه بعض ورده آخرون .الباب الأول: الإمامة ¶ الفصل الأول: النص على أسماء الأئمة ¶ إعلم أنه لا يصح الاستدلال بالحديث الآحادي في أصول الدين لأن المطلوب فيها العلم الذي يقابل الظن وهو متعذر في الآحادي لأنه لا يفيد إلا الظن ، ولهذا نص علماء أصول الفقه على أن الحديث إذا استلزم الشهرة - أي عموم التكليف - ولم يشتهر فلا يصح الاستدلال به في الفروع فضلا عن الأصول لعدم حجيته ، نعم ؛ إختلفوا في العمل به في الفروع وكان مدلول الحديث يستلزم العمل به من جميع المكلفين ، فأجازه بعض ورده آخرون .
عليه وآله وسلم في اثني عشر إماما ، وأن النص على الإمام لا بد أن يكون نصا جليا من ذكر اسم الإمام وأبيه وإمامته ، ونحن نتفق معهم في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام المنصوص عليه من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الغدير وحديث الغدير حديث متواتر ومدلوله قطعي ، وفي الإمام الحسن بن علي والإمام الحسين عليهما السلام لحديث الثقلين والسفينة المتواترين ونحوهما ، ونختلف معهم بعد الإمام الحسين ،لأننا لا ندعي نصوصا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غير الثلاثة للإفراد لا نصا جليا ولا خفيا ، وادعت الإمامية أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نص نصا جليا في حديث متواتر على حد زعمهم ذكر فيه أسماء الأئمة الاثني عشر أولهم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم محمد بن الحسن العسكري ، ورووا في ذلك أحاديث زعموا أنها متواترة تفيد العلم ، ونحن أنكرنا أن تكون إمامتهم منصوصا عليها وأن النص عليهم متواتر وذلك لأن التواتر غير حاصل لهم والإمامية يمكن أن تتواطأ على الكذب وذلك لتقوية بدعتهم بواسطة الحكومة العباسية .
والتواتر هو نقل جماعة عن جماعة بحيث يحيل العقل عن تواطؤهم على الكذب ، والعقل لا يحيل التواطؤ هنا ولو كان لاشتهر بين الأمة .
পৃষ্ঠা ৪
وأنكرنا صحة وتواتر الحديث لأمور :
الأول :
إختلافهم بعد موت كل إمام ، فهو يدل دلالة قوية على عدم صحة النص على إمامة الأئمة الذي تدعي الإمامية تواتره ، إذ لا يمكن أن يختلفوا على إمام مع وجود نصوص متواترة تنص على أسماء الأئمة سواء كان هذا التواتر حاصلا لهم أو مع غيرهم . واختلافهم هذا ليس كاختلاف السنة والشيعة في إمامة الإمام علي عليه السلام لاتفاقهم على تواتر نص حديث الغدير ، أو غيره كحديث السفينة والثقلين وإن اختلفوا في مدلوله .
فقد اختلفت الإمامية في الإمام الذي بعد علي بن موسى الرضا عليه السلام ، فالذين قالوا بإمامة علي بن موسى الرضا افترقوا ثلاث فرق ؛ منهم من وقف على علي بن موسى لظهور موته بطوس ، ومنهم من رجع عن إمامته وقالوا بإمامة أحمد بن موسى ، ومنهم من قالوا بإمامة محمد بن علي وكان صغير السن وأكثر القائلين بأن عمره ثمان سنوات ، ومنهم من تحاشى عن هذه المقالة وقال إنه إمام على معنى أنه سيصير إماما لا أنه إمام في تلك الحال (1) .
واختلفوا في الثاني عشر ؛ فمنهم من يسميه ومنهم من لا يسميه ورووا في ذلك أخبارا ، ومنهم من يصحح العلم بولادته ومنهم من ينفي العلم بذلك ويقول في إمارته : لا تكون ولادته معلومة(2) .
পৃষ্ঠা ৫
واختلفوا بعد موت الحسن العسكري ؛ فمنهم من قال أن الحسن العسكري لم يمت لأنه لو مات وليس له ولد ظاهر لخلا الزمان عن الإمام المعصوم ، وذلك غير جائز ، ومنهم من قال أنه مات لكنه سيجيء وهو المعني بكونه قائما بعد الموت ، ومنهم من قال أنه لا يجيء لكنه أوصى بالأمة إلى أخيه جعفر ، ومنهم من قال أنه أوصى إلى أخيه محمد ، ومنهم من قال أن أبا محمد مات من غير ولد ظاهر ولكنه عن حمل بعض جواريه ، وغير ذلك من الاختلافات بعد موت الحسن العسكري (1) .
وبعد موت موسى بن جعفر من الناورسية والفطحية والسمطية والطفية واليرمقية والأقمصية والتميمية (2) وغير ذلك كثير وانظر إن شئت كتاب فرق الشيعة للنوبختي فهو عاصر زمان الغيبة الصغرى ، وانظر إلى استدلالاته تجده لا يعتمد في إثبات إمامة الإمام إلا على أنه يكون من أكبر أولاد الإمام الذي قبله ، وأنه لا يمكن أن يموت الإمام ولا ولد له ، وأن الإمامة لا يجوز انتقالها إلى نسل آخر ، إذن فللإمام ولد وهو معصوم وغيبته لكذا وكذا وانظر إلى استدلال البحراني تجده يتطور في الاستدلال أكثر بواسطة بعض الأحاديث مع القواعد وهكذا تفرخت الأدلة والأحاديث .
পৃষ্ঠা ৬
وهذا الاختلاف الكائن بين الإمامية ليس سببه حب المال والجاه فقط كما قال صاحب كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة بل ولاختلافهم في القواعد والأدلة وصحتها من جملة الأسباب أيضا بدليل أن الإمامية نصوا على توثيق بعض الرواة من الواقفية مثل علي بن محمد بن علي بن عمر بن رباح بن قيس بن سالم أبو القاسم ؛ قال فيه النجاشي : ثقة في الحديث واقفا في المذهب صحيح الرواية ثبت معتمدا على ما يرويه (1) ، وعبد الكريم بن عمرو بن صالح الخثعمي ؛ قال النجاشي : روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ثم وقف على أبي الحسن عليه السلام كان ثقة ثقة عينا (2) ، وعلي بن الحسن بن محمد الطائي كان فقيها ثقة في الحديث وكان من وجوه الواقفة (3) ، ومنهم من رجع عن مذهبه كعبد الرحمن بن الحجاج البجلي (4) ، فلو كان سبب توقفهم حب الجاه والمال لما عدلوهم .
পৃষ্ঠা ৭
ومما يدل على أن اختلافهم كان لأجل الغموض الذي يكتنف مذهبهم ويدل على عدم وجود نصوص على الأئمة جملة أو بأسمائهم ما حدث لمشايخ الشيعة وفقهائها ولعبد الله بن بكير وعمار بن موسى الساباطي على حد زعمهم في قولهم بإمامة عبد الله بن جعفر ثم رجوعهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة الرضا عليه السلام وغير ذلك(1) ، قال النوبختي : وقد شاهد بعضهم من أبي الحسن الرضا عليه السلام أمورا فقطع عليه بالإمامة (2) ، قال مؤلف منتهى الآمال في تاريخ النبي والآل : تحير بعض الشيعة في الجواد وذلك لصغر سنه حتى توجه علماء الشيعة وأفاضلهم وأشرافهم وأماثلهم إلى الحج فبعد أن أنهوا مناسك حجهم دخلوا على أبي جعفر فأقروا بإمامته من كثرة ما رأوه من وفور علمه وما شهدوه من معجزاته وكراماته على حد زعمهم وزال عنهم أي أثر من شك أو شبهة راودت خواطرهم (3) ، وذكر الشيخ الطوسي عن شاهويه عن عبد الله الجلابي أنه قال : كنت رويت عن أبي الحسن العسكري ( الأول ) عليه السلام في أبي جعفر ابنه روايات تدل عليه فلما مضى أبو جعفر قلقت لذلك وبقيت متحيرا فلا أدري ما يكون إلى ... إلخ (4) ، وعن أحمد بن إسحاق أنه قال : دخلت يوما على أبي محمد عليه السلام فقال لي يا أحمد ما كان الناس فيه من الشك والارتياب ؟ (يريد ولده القائم بعده ) ، قلت لما ورد الكتاب بمولد سيدنا عليه السلام لم يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق ، فقال عليه السلام أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى ؟ (1) .
পৃষ্ঠা ৮
قلت هذه الروايات وغيرها تدل على على عمق الشك والحيرة التي كانوا فيها ، وتدل على أن سبب الحيرة والشك هو غموض الإمامة عندهم ، وتدل على عدم وجود نصوص تنص على الأئمة وإلا لقال : أما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة ، أما علمتم بتواتر الحديث الذي ينص على إمامته ، وكذلك أنظر إلى تحير الشيعة في الجواد حتى ادعوا أنها لم تطمئن قلوبهم إلا بالمعجزات التي كانت في ذلك الوقت الدليل الفريد على الإمام ، فالشك والارتياب لم يزل عنهم إلا بعد أن شاهدوا بزعمهم معجزاته وكراماته ولم يزل الشك عنهم بما يدعون من الأحاديث الأحاديث المتواترة التي تنص على الإمام واسمه مع أن هذا التحير كائن من علماء الشيعة وأفاضلهم وأشرافهم وأماثلهم !! وهو مما يدل على أن القول بوجوب ظهور المعجز وبالتعيين من الإمام الذي قبله لم يكن استظهارا ودليلا ثانويا ، وانظر إلى مشايخ الشيعة وفقهائها وعبد الله بن بكير وعمار بن موسى في قولهم بإمامة عبد الله بن جعفر ورجوعهم عنه إلى القول بإمامة الرضا عليه السلام (2) ، فرجوعهم عنه إلى القول بإمامة الرضا عليه السلام لم يكن لأجل النصوص بل لأنهم على حد زعمهم شاهدوا بعض معجزاته فقطع بإمامة الرضا مع أن سبب حيرتهم وقولهم بإمامة عبد الله هو الروايات التي تنص بأن الإمامة في الأكبر من ولد الإمام .
পৃষ্ঠা ৯
الثاني :
تناقضهم بروايات يزعمون صحتها تنص على سؤالهم الإمام عن الإمام الذي بعده هذا التناقض يدل على عدم صحة تواتر الحديث بل ووجود فكرة إمامة الاثني عشر خاصة وأن السائلين هم من فقهاء الشيعة ومن جل الشيعة على ما تنص رواياتهم المزعومه .
فعن محمد بن عبد الجبار قال : قلت لسيدي الحسن بن علي العسكري عليه السلام يا ابن رسول الله جعلني الله فداك ؛ أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله على عباده من بعدك فقال عليه السلام : إن الإمام وحجة الله من بعدي ابني سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... (1) .
وعن يعقوب بن منقوش قال : سألت أبا محمد الحسن العسكري يا سيدي ؛ من صاحب هذا الأمر من بعدك ؟ قال: إرفع الستر ، فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه... (2) .
পৃষ্ঠা ১০
وعن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح ؛ قالوا جميعا : إجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه أربعون رجلا فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له : يا ابن رسول الله ؛ أريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به مني ، فقال له اجلس يا عثمان ، فقام مغضبا ليخرج ، فقال : لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلى أن كان بعد ساعة فصاح عليه السلام لعثمان فقام على قدميه ، فقال : أخبركم بما جئتم تسألوني ؟ عن الحجة من بعدي ؟ قالوا: نعم . فإذا غلام كأنه قطع .. إلى قوله : فاقبلوا من عثمان ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو خليفة إمامكم والأمور إليه (1) .
وعن أبي عبد الله الصالحي قال : سألني أصحابنا بعد مضي أبي محمد أبي عبد الله عليه السلام أن أسأل عن الإسم والمكان ، فخرج الجواب ( من المهدي ) إن دللتهم على المكان أذاعوه ، وإن عرفوا المكان دلوا عليه(2) .
وفي كفاية الأثر : قيل يا رسول الله فما اسمه (أي المهدي ) ؟ قال : لا يسمى حتى يظهره الله (3) .
পৃষ্ঠা ১১
وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل أو قيل له : أتكون الإمامة في عم أو خال فقال : لا . فقال : في أخ . قال : لا . قال : فيمن ؟ قال : في ولدي . وهو يومئذ لا ولد له ، إنتهى (1) .
وعن محمد بن حمران عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : قلت له أكان عبد الله إماما ؟ فقال : لم يكن كذاك ولا أهل لذلك ولا موضع ذاك (2) .
وعن العباس بن النجاشي الأسدي قال : قلت للرضا عليه السلام أنت صاحب هذا الأمر ؟ قال : إي والله على الإنس والجن (3) .
وعن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام أصلحك الله بلغنا شكواك فأشفقنا ، فلو أعلمتنا من بعدك ؟ فقال : إن عليا عليه السلام كان عالما والعلم يتوارث ...إلخ (4) .
وعن أبي جعفر الضرير عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده إسماعيل ابنه ، فسألته عن قبالة الأرض .. إلى قوله : فمن بعدك بأبي أنت وأمي ...إلخ (5) .
পৃষ্ঠা ১২
وعن عقبة بن جعفر قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد . فقال : يا عقبة ؛ إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى خلفه من ولده (1) .
وعن زراره قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام يمضي الإمام وليس له عقب . فقال : لا يكون ذلك . قلت : فيكون . قال : لا يكون إلا أن يغضب الله على خلقه فيعاجلهم (2) .
وعن الفيض بن المختار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام خذ بيدي من النار من لنا بعدك ؟ فدخل عليه أبو إبراهيم عليه السلام وهو يومئذ غلام ، فقال : هذا صاحبكم فتمسك به (3) .
وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل أو قيل له : أتكون الإمامة في عم أو خال ؟ فقال : لا . فقال : ففي أخ ؟ قال : لا . قال : ففي من ؟ قال : في لدي . وهو يومئذ لا ولد له (4) .
وعن حنان بن سدير قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن أبي الحنفية هل كان إماما ؟ قال : لا ولكنه كان مهديا (5) .
পৃষ্ঠা ১৩
فهذه المرويات المزعومة كلها تدل على أن تعيين الإمام لم يكن بالنصوص لا المتواترة ولا الآحادية ، وإلا لما سألوا عن اسم الإمام إذ سؤالهم المزعوم يدل على أن تعيين الإمام عندهم كان بتعيين الإمام الذي قبله على حد زعمهم ، ومما يزيد الأمر وضوحا اعتمادهم على قواعد لمعرفة الإمام كالقول بأن الإمام هو من ولد الأكبر ، وأن الإمام لا بد له من عقب ، وأن الإمامة لا تكون في أخوين بعد الإمام الحسن والإمام الحسين ، وأن الإمام لابد له من معجز يدل على صدقه ، ومسألة الإمام في بعض الأحكام وظهور الكرامات على يده على حد زعمهم وغير ذلك ، وانظر هذا في دلائل الإمامة 235و435 والإمامة والتبصرة من الحيرة ، والكافي للكليني 307 وكشف الغمة في معرفة الأئمة ج2 ص351إلى365 . وتأمل كيف أثبت البحراني إمامة التسعة الأئمة إذ قال : لأنهم -أي الأئمة- قد نصوا على من بعدهم ، وبتعيين الإمام لمن بعده يتعين أن يكون هو الإمام الحق ، وبظهور الكرامات على يده (1) . فهو لم يعتمد على حديث متواتر ولا آحادي في تعيينهم من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، بل اعتمد على حد زعمه على حديث أن النبي قال للحسين : إبني هذا إمام ابن إمام أخو إمام أبو الأئمة التسعة تاسعهم قائمهم ، وهذا يدلنا على أن الإمامية في أول الأمر استدلت بالقرائن والمعجزات والقواعد ثم على التعيين جملة ثم على تعيينهم من قبل الأئمة ثم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حد زعمهم ، ومما يدل على أن الإمامة عندهم ظنية قول النوبختي : إن الإشارة والوصية لا تصحان من الإمام ولا من غيره إلا بشهود أقل ذلك شاهدان فما فوقهما (1) .
পৃষ্ঠা ১৫
الثالث :
পৃষ্ঠা ১৬
أن أهل البيت عليهم السلام من ذرية الإمام الحسين والإمام الحسن لم يعلموا بهذا الحديث أو بأن أحدا من الأئمة الثمانية (1) ادعوا لأنفسهم الإمامة بالنص وهو مما يدل على عدم وجود فكرة إمامة الإثني بالنص في ذلك الوقت ، فمحمد بن جعفر المعصوم المنصوص عليه عند الإمامية دعا إلى نفسه وبايع له أهل المدينة بإمرة المؤمنين (2) ، وعبد الله بن جعفر المنصوص عليه عندهم دعا إلى نفسه بالإمامة (3) ، وموسى بن جعفر الصادق وعبد الله خرجا مع الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية وبايعاه (4) ، والإمام زيد عليه السلام دعا إلى نفسه وأولاده خرجوا معه وغيره ، وبعد مقتله ادعى الإمام يحيى بن زيد الإمامة وجاهد حتى استشهد (5) ، وادعى الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية الإمامة وخرج على الظلمة وقاتل معه وتحت رايته عيسى بن عبد الله والحسين بن زيد الملقب بذي الدمعة لكثرة بكائه ،وموسى بن جعفر بن محمد ، وعبد الله بن جعفر ، والحسن ويزيد وصالح بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر ، وعلي وزيد ابنا الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، والقاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وصاحب فخ (1) ، والأفطس الحسن بن علي بن علي بن الحسين (2) ، ودعا إلى نفسه محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وبايع له أهل المدينة بإمرة المؤمنين (3) ، وخرج ودعا إلى نفسه محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين (4) ، وخرج ودعا إلى نفسه الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي (5) ، وخرج يحيى وسليمان وإدريس وإبراهيم بنو عبد الله بن الحسن ، وعلي بن إبراهيم بن الحسن ، وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا ، ومحمد بن إسماعيل طباطبا ، والحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ، وخروج عبد الله وعمر ابنا إسحاق بن إبراهيم بن الحسن مع صاحب فخ (6) .
فلو كان الحديث صحيحا لقال أحد الأئمة لأولاده وعمومته وأولاد عمه بحديث الاثني عشر لقوله تعالى : (( وأنذر عشيرتك الأقربين )) ، أم أن التقية ديني ودين آبائي .
পৃষ্ঠা ১৭
روي أن عبد الله بن الحسن أرسل إلى جعفر ليبايع محمد بن عبد الله ، فأتى جعفر بن محمد وقال : لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد إن كنت تريد أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا أوانه ، وإن كنت تريد أن تخرجه غضبا لله تعالى وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الأمر (1) .
فلو كان النص في الأئمة الاثني عشر صحيحا لأنكر عليهم جعفر بن محمد أو قل لنصحهم بأن يقول : إنكم تدعون ما ليس لكم ، وهو عليه السلام لم ينكر عليهم إلا القول بأن محمدا بن عبد الله هو المهدي وطالب بأن يبايع عبد الله بن الحسن ، هذا والإمام محمد بن عبد الله وأبوه عبد الله بن الحسن لم يدع أي منهما أن محمد بن عبد الله عليه السلام هو المهدي روى ذلك الأصفهاني ، وجعفر بن محمد عليه السلام لم يرد بقوله أنت شيخنا أن عبد الله أكبرهم سنا إذ الإمامة لا تنعقد بالكبر ، واستأذن جعفر بن محمد من الإمام محمد بن عبد الله لأنه معلول وقال له الإمام النفس الزكية : قد أذنت لك (2) ، قال الأصفهاني : كان جعفر بن محمد عليه السلام يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوي ثيابه على السرج (3) .
পৃষ্ঠা ১৮
إن التاريخ ليصرخ قائلا : إن خروج بعض الأئمة الذين تدعي الإمامية إمامتهم بالنص واستئذان بعضهم وخروج بعضهم مع الأئمة الخارجين وادعاء بعض أولادهم الإمامة وخروج أبنائهم وذريتهم وبني عمهم مع الأئمة ليدل على أن فكرة الاثني عشر لم يكن لها ذكر ولا وجود في عهدهم وعصرهم ، والقول بأن هؤلاء المتقدمين حسادا لهو غبن وظلم وإثم وفسق عظيم . إن جهاد وتضحيات أولئك الجاهدين لتدل على مدى إيمانهم العميق عمق البحار هذا الإيمان الذي جعلهم يقدمون أجسادهم وأبنائهم وأموالهم قربانا يتقربون به إلى الله ، ولتدل على أن هؤلاء عاشوا هموم الإسلام وأبنائه ولم يكن الموت عذرا عندهم بل ساروا وسلكوا خط الإمام الشهيد الحسين بن علي وخط الإمام زيد عليهم السلام ، ذلك الخط الذي هو ركن من أركان الإسلام والذي يمثل الخروج على الظلم والظالمين والمتكبرين والآكلين لأموال الشعوب ، فالإمام الحسن خرج وجاهد إلى آخر لحظة استطاع الجهاد فيها ، فلولا خذلان الخاذلين ونكث الناكثين لجاهد حتى ينتصر أو يموت صلوات الله عليه .
পৃষ্ঠা ১৯
إن هؤلاء المجاهدين أمثال الإمام زيد وبنيه ، وعبد الله بن الحسن وبنيه ، ومحمد وعبد الله ابني جعفر الصادق ، ومحمد وإبراهيم ابني إسماعيل ، والقاسم ومحمد ابني إبراهيم وغيرهم عليهم السلام ، إن هؤلاء لم يعيشوا مع ذواتهم وآمالهم الدنيوية ، بل عاشوا مع آمال المستضعفين والمحرومين ، إنهم ارتفعوا فوق الدم واللحم ، إن جهاد هؤلاء لهو الجهاد الصادق والتضحية المطلقة من أجل هدف سام من أجل الإسلام ، نعم الإسلام . فهل هؤلاء حاسدون ؟ هؤلاء الذي كان يغتبط الحاكم الأموي أو العباسي بموت أحدهم ، ويخافهم الخوف الشديد ، ويحذر حركتهم فإذا مات أحدهم أمن واطمأن (1) ؟ ولولا خوف الإطناب لذكرتهم واحدا واحدا ، لكني أدعوك إلى كتب التاريخ وإلى سجون العباسيين والأمويين .
পৃষ্ঠা ২০
الرابع :
أن التاريخ لم يذكر أن الأمويين والعباسيين قبل توليهم كانوا يقولون للأئمة الخارجين من الزيدية إنكم طلاب دنيا ورئاسة إذ الإمامة ليست فيكم وإنما هي لأولاد الحسين عليه السلام ، لأن أكثر الثورات كانت زيدية منبعثة من إطار الفكر القائل بالخروج على الظالم وأن الإمامة في ذرية الإمام الحسن والإمام الحسين عليه السلام ، ووجدنا أبا جعفر المنصور يبايع الإمام النفس الزكية الأعظم مرتين إحداهما في المدينة (1) ، والقول بأن العباسيين لم يعلموا بأن الإمامة في أولاد الحسين مع أنها موجودة في ذلك العصر باطل ؛ بدليل أن الإمامية تدعي أن الأحاديث على الأئمة الأثني عشر متواترة ، بل رأينا مبايعة موسى بن جعفر وجعفر بن محمد عليهم السلام للإمام زيد ومحمد بن عبد الله النفس الزكية .
وأخيرا ؛ هل الأحاديث التي روتها الإمامية في النص على الأئمة بأسمائهم متواترة أم لا ؟
إن قلتم : إنها غير متواترة . فلا يصح الاحتجاج بها حينئذ لاعترافكم بعدم تواترها في أصول الدين ، وإن قلتم : إنها متواترة . فهل انفراد الإمامية بتواتر الحديث يدل على أن الله اختصهم به دون غيرهم فيكونوا مكلفين دون غيرهم ، ولماذا لم يتواتر عند الموافق والمخالف ليكن على مخالفيكم حجة ؟ وإذا لم يختصكم الله به فلماذا لم تروه الأمة وإن اختلفوا في تأويله ، هل هي إمامة دنيوية أم أخروية ؟ وهل هي تفيد العصمة أم لا ؟ وهل في تكليف الأمة به - مع أن التواتر المزعوم حاصل للإمامية على حد زعمهم لا غير - تكليف لما لا يطاق ؟
পৃষ্ঠা ২১