من واجبات الأيام الجواب على هذا السؤال.
أما أنا، أنا الدودة الحقيرة، فلا أتجاسر على المخاطرة بحياتي «ودحش نفسي بين هذين الجبلين» لا، لا، أحب إلي خوض معارك السوم وفردون، من الخوض في هذه المعمعة؛ لذلك عولت على أمر لم يفعله قبلي سوى الحطيئة القائل:
أبت شفتاي اليوم ألا تكلما
بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجها قبح الله خلقه
فقبح من وجه وقبح حامله
نعم قد عولت على هجو نفسي كما هجا ذاك وجه الخارجي. لكن بيني وبينه فرقا بعيدا، أرجو القراء أن لا يتجاهلوه؛ لكيلا يضيع عليهم المقصود من هذه الأسطر، وهو أن زميلي الحطيئة المرحوم هجا وجهه لمجرد اللذة في الهجو، كما يعترف، وأنا إنما أفعل ذلك أولا حبا بقول الحق، وثانيا التماسا للنفع العمومي.
كنت في نيويورك يوم وفاة الأسقف رفائيل هواويني، وبما أنني كنت في ذاك الزمان أعد نفسي في طليعة فحول الشعراء، وبما أنه من أولى واجبات الشاعر رثاء من يموت من كبراء قومه؛ دبجت اسمي الكريم في بروغرام حفلة التأبين ، ومضيت إلى غرفتي، فأخذت قلما وورقة، وجلست أعصر دماغي مدة عشر ساعات، إلى أن أتيت على قصيدة في ثمانية وأربعين بيتا، أو قل ثمانية وأربعين سهما مسموما في صدر الشعر الحقيقي، أو ثماني وأربعين دملة في وجه الأدب السامي الجميل.
تأملوا بهذا المطلع:
ماذا أقول وقد أضل جناني
অজানা পৃষ্ঠা