قال أبو بكر: ولا أدري أنا ما هذا، إلا أني خاطبته فرأيث داهية من الدواهي، وكان ان عبد الله كاتبا بليغا، حسن الكلام، مليح الخط، أديبا، جوادا، وصل عبد الله بن حمدون مز ماله وما عرضه له - وكان يجالسه في مدة ولايته - تسعين ألف درهم وقبض على أبي الهيثم بز ثوابه بعد القبض على محمد بن عبيد الله، وصودر على مال أداه. وفي هذه السنة في يوم الاثنين أول يوم من صفر رضي عن القاضي محمد بن يوسف أبي عمر وقلد الشرقية وعسكر المهدي، وخلع عليه دراعه وطيلسان وعمامة سوداء، وركب من دار الخليفة إلى مسجد الرصافة، فصلى ركعتين وقرىء عهده. وأقر في يد الحسين بن عبد الله بن أبي الشوارب طرية خراسان وسر من رأى وقرنه (82 ا)] بنيسابور وطريق الموصل.
~~وورد الخبر بوثوب عبد الله بن حمدان أبي الهيجاء بأهل الموصل ومعه جماعة من الأكراد وهم أخواله لأن أمه كردية وأن الجند أغائوا [أهل الموصل] (1) فقتلت بينهم مقتلة عظيمة. ثم سار أبو الهيجاء إلى الأكراد كالخالع من الطاعة معتصما بهم. وكثر على علي بن عيسى المتظلمون من أهل البصرة من أميرهم محمد بن إسحاق بن كنداج، وأنه يأخذ أموالهم وأملاكهم ولا يقبل رفيعة منهم، وأنه يذكر أن العزل إن أتاه لم يسلم، فعزله علي بن عيسى بأمر المقتدر بالله وولآه الدينور وولى المقتدر البصرة نجحا الطولوني بعده. وولى سليمان [بن مخلد] (2) ديوان الدار وكتابة غريب الخال. وولى إبراهيم بن عيسى أخو علي بن عيسى ديوان الجيش، واستخلف عليه ابن الصيرفي (11) والحسين بن علي الباقطاني. وفي شهر ربيع الأول من هذه السنة دخل مؤنس الخادم مدينة السلام ومعه أبو الهيجاء، وقد أعطاه أمانا، فخلع على مؤنس وعليه وقلد نصر [82 ب] القشوري إلى ما كان يتولاه من الحجبة أيضا السوس وجندي سابور ومناذر، فاستخلف على جميع ذلك يمنا الهلالي الخادم. وفي جمادى الأولى من هذه السنة قدم شيخ يعرف بالحمادي رسولا لأحمد بن إسماعيل بن أحمد يخطب له شرطة مدينة السلام وأعمال فارس وكرمان، فأجيب إلى كرمان فقط، فكثب له كتب بها. وذكر هذا الحمادي وغلام تركي معه في جماعة من الأتراك ، أن الترك أغارت على المسلمين ، فسبت نحوا من عشرين ألفا غير من قتلت، وأن أحمد بن إسماعيل أنفذ الجيوش إليهم، واتبعهم فقتل خلقا منهم، واستنقذ بعض الأسرى. وأطلق في جمادى الآخرة محمد بن عبيد الله وابنه عبد الله وامرا بلزوم منازلهما. وأطلق موسى بن خلف صاحب ابن الفرات وحدر إلى البصرة.
পৃষ্ঠা ৯২