ئحلع عليهم، وأن يسلم علي بن عيسى إليهم (1)، فسلموا إليه فكان الأمر بضد ما قدروه، وبخلاف مارجوه. وخلع على علي بن عيسى في يوم الثلاثاء، وقلد سيفا . وما أعجب الاتفاقات: كنت يوما عند المرزباني صاحب إسماعيل بن أحمد، ومعي إبراهيم بن أحمد الماذرائي، وكان محمد بن عبيد الله قد نكبهم، وكان هذا قبل أن يقبض على محمد بن عبيد الله بأسبوع، فذكروا أن بعض المنجمين ذكر أنه يقبض عليه في وقت، وقد حان الوقت. فقال الماذرائي: أعطوني بمصحفا حتى أضرب فيه، فانظر ما يخرج، فأتي بمصحف، فسمى الماذرائي ودعا، وفتح المصحف، فخرج أول الورقة {ودخل معه السجن فتيان} (2) فعجبنا من ذلك، فحبس محمد بن عبيد الله وابناه في يوم مثل ذلك اليوم بعد أسبوع، وناظره علي بن عيسى فقال نه : أخربت الملك، وضيعت المال، وزدت على السلطان أكثر من ألف ألف دينار في السنة، ووليت بالعناية أهل الجناية، وصانعت على الولايات [81ا]، فكنت تأخذ مال الرجل وتوليه بالغداة، وتعزله بالعشي، فتولي غيره وتأخذ رشوة، فقال: ما كنت أفعل إلا ما أراه صوابا . وجمع رقاعا كبيرة وهو في الحبس قد زورت على خطه وخط ابنه بزيادات وبنقل وإثبات، فأنكرها ابنه عبد الله اين محمد فقال له محمد: كل هذه تعرفها قد استأمرنا فيها، فلما خرجوا بهما قال لابنه: نحن فى هذه الحال، نستدم إلى الناس، دغ هؤلاء يحمدونا ما عاشوا. وقال من يعيب ابن عبيد الله: كانت الكتب تزور عليه بالولايات، ويولى قوم عنه ويصرفون ولا يعلم، وكان يأخذ المصانعات على يد أبي الهيثم بن ثوابه، وأنه تقلد الوزارة اثني عشر شهرا، قلد فيه «بادوريا» اثنى عشر عاما 1!
~~وقيلت فيه أشعار كثير[ة] (3) فمنها (4):
1 - وزير ما يفيق من الرقاعه
ايولي ثم يعزل ثل ساعه
2 - إذا أهل الرشاد صاروا إليه
فأحظى القوم أوفرهم بضاعه [81 ب]
3 - فلا رجم تقرب منه خلقا
سوى الورق الصحاح ولا شفاعه
4 - وليس بمنكر ذا الفعل منه
لأن الشيخ أفلت من مجاعه
পৃষ্ঠা ৯১