~~وفي هذه السنة خلع على القاسم بن الحر وولي سيراف، وعقد له لواء. وخلع على علي بن خالد الكردي وولي حلوان وفي هذه السنة ركب أبو العباس محمد بن أمير المؤمنين [83 ا] من الفكصر المعروف «بالحسني»، وبين يديه اللواء الذي عقد له المقتدر بالله على المغرب، ومعه القواد كلهم، والغلمان الحجرية، والخدم [حول] (1) ركابه، والوزير علي بن عيسى عن يمينه، ومؤنس الخادم عن يساره، ونصر الحاجب بين يديه، فجاء في الشارع الأعظم حتى اخترق باب الطاق وصار إلى دار علي بن الجهشيار، ورجع في الماء، والناس معه، فأطعموا على سمط لهم لم ير مثلها، وبان في مخائل السؤدد في ركبته هذه ما اشتهر في الناس، فاعترضه رجل بمربعة الخرشي فنثر عليه دراهم مسيفه، وقال له: بحق أمير المؤمنين ألا أذنت لي في طلاء الفرس، فنفر. فقال له : اجعل الغالية في عرف الفرس وقوائم يديه حتى لا ينفر، وقال لمن حوله من الخدم: اعرفوا لنا حال هذا وموضعه. وفي هذه السنة تقلد أبو بكر محمد بن علي الماذرائي أعمال مصر والإشراف على أعمال الشام، وتدبير الجيوش، وخلع عليه، وذلك في يوم الخميس للنصف من شهر رمضان [83 ب]. وخلع في هذا اليوم على القاسم بن سيما وعقد له لواء على الإسكندرية، وأعمال برقة، وأمر بإعداد المسير لأن الخبر ورد بدخول جيش صاحب القيروان وبرقة .
~~وأمر المقتدر بالله بإطلاق علي اللبن غلام المكتفي ، ومحمد الرقاص وابن داية المكتفي، وكانوا حبسوا بسبب ابن المعتز، فعفا عنهم وأطلقوا في هذا الوقت. وفي هذه السنة في جمادى الآخرة لثلاث خلون منه ورد الخبر بوفاة علي بن أحمد الراسبي، وأنه دفن في داره بدور الراسبي، وكان واسع الضيعة كثير الغلة، وكانت الأعمال المضمومة إليه من حدود واسط إلى حد شهر زور، وكان يتقلد جندي سابور والسوس وماذرايا وباكسايا إلى آخر حدودهما، وكان ضمانه بجميع عمله ألف ألف دينار وأربع مائة ألف دينار فى كل سنة، ولم يكن معه أحد من أصحاب السلطان لأنه يضمن الحرب والخراج والضياع والشحنة وسائر ما في عمله، فتم له فى جميع الذي أراد بعمارته وتقويته [84)] الثناء، وتشريده أهل الزعارة واللصوص. وخلف من العين فيما تواترت به الأخبار ألف ألف دينار، وآنية ذهب وفضة بقيمة مائة ألف دينار، ومن الخيل والبغال والجمال ألف رأس، ومن الخر الجيد الطاقي ألف ثوب، قيل: وكان له ثمانون طرازا تنسج فيها الثياب، سوى ما خلف من سائر الآلة والأمتعة. ولما ورد الخبر بوفاة الراسبي، أنفد عبد الواحد بن الفضل بن الوارث في جماعة من الفرسان والرجالة لحفظ ماله، إلى أن نفذت رسل السلطان، ووجه بمؤنس الخادم، فيقال إنه صار إليه مال جزيل، وخلع على
পৃষ্ঠা ৯৩