(وكار عاقبه أمرها خسرا* (1) . وفيها أمر المقتدر بالله برفع المواريث، وأن يورث ذوو الأرحام ، ولا يعرض إلا لمن ليس له قريب، ثم تمم ذلك على تمام، فتكلم فيه ابن الفرات سنة حدى عشرة وثلثمائة في وزارته الثالثة، فخرجت الكتب تؤكده (76 آ]، وسنذكره مستقصى إن شاء الله. وفيها أخرج محمد بن إسحاق بن كنداج بعض أصحابه لمحاربة قوم من القرامطة جاءوا إلى سور البصرة، فهزموا وقتلوا جماعة من أصحاب ابن كنداج، وكان محمد بن اسحاق بن كنداج قد خرج كالرد لهم، فلما بلغه أمرهم انصرف مبادرا إلى البصرة، فأنهض السلطان محمد بن عبد الله الفارقي في ألف رجل معونة لمحمد بن إسحاق بن كنداج، ومددا ه، فأقام معه بالبصرة وفي شعبان من هذه السنة قبض على إبراهيم بن أحمد الماذرائي وابن أخيه محمد بن علي بن أحمد فطالبهم أبو الهيثم بخمس مائة ألف دينار، فحملوا خمسين ألف دينار إلى بيت المال، وصانعوا بمال بعد ذلك لابن ثوابه والوزير وابنه.
~~قال أيو بكر: فحدثني إبراهيم بن أحمد الماذرائي قال: عنف في يوما ابن ثوابة في المناظرة وأنا في داره، فنظرت فإذا على رأسه غلام وخادم أنا أهديتهما إليه، ورأيت ستور داره من ستور [76 ب] استعملئها وأنفذتها إليه، فقلت: اتق الله واذكر المودة والحرمة! فقال : يا جاهل!! ومتى تعارفنا، ما عرفتك إلا الساعة، فعجبت من قحته.
~~وصادر ابن ثوابة جماعة على مائة ألف دينار، فحمل منها ابن الجصاص عشرين ألفا، وفرضت على جماعة ، منهم ابن أبي الشوارب القاضي، فاجتمع أكثرها من جماعة وأشهد المقتدر بالله على نفسه بأنه قد وكل عبد الواحد بن الفضل بن الوارث في بيع الجوامد بواسط، فشخص إليها.
~~وضعف في سنة ثلثمائة أمر محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وعرفت حقيقة أمره، وغلب عليه ابنه عبد الله بن محمد، وأكثر التخليط، وأخذ المصانعات فى أيامه فكان يولي العمل في الأسبوع جماعة فتوحد مصانعاتهم فشاع هذا، فزاد الجند متحببا إليهم في مدة أشهر ألف ألف دينار في السنة، وزاد في الأتراك مائة ألف دينار في السنة وقلد «بادوريا» في أحد عشر شهرا أحد عشر عاملا، وكان يدخل إليه (77 ا] الرجل الذي قد عرفه دهرا طويلا فيسلم عليه فلا يعرفه، فيقول أنا فلان ثم يلقاه بعد ساعة فلا يعرفه، واستقدم محمد بن عبيد الله حمد بن محمد ابن حميد بن عمه الحسن بن مخلد وكان يتقلد «أرزن» و«ميافارقين» فقلده ديوان المغرب، وكان عزم أن يولي أخاه أحمد بن عبيد الله، فلم يدعه ابنه عبد الله، وكان
পৃষ্ঠা ৮৭