============================================================
لطائف المثن يخفى على مكانك؟ فقلت: يا سيدى إنما جنآت هنا لأنى لم أطق، وهالنى الأمر، وكان الخاطب له منى لسان آخر غير الذى كنت أقرأ به.
وأخبرنى بعض أصحابه قال: كنا مع الشيخ بعدينة قوص، وكان من أصحاب الشيخ أبى العباس المرسى، وأبو الحسن المرسى، وكان فى خلقه حدة فنزل يوما ولد الشيخ يلعب كما تلعب الصبيان، فقال له الشيخ أبو الحسن المرسى: اطلع لا أطلعك الله، فيمعه الشيخ أبو العباس فنزل وقال: يا أبا الحسن حسن خلقك مع الناس بقى لك عام وتموت، فمات تعام العام.
وأخبرنى أبو عبد الله الحكيم المرسى قال: قدم علينا الشيخ أشمون فلما جن الليل دعانى الشيخ وقال: ادن منى يا حكيم فدنوت فوضع يده خلف ظهرى وفعلت أنا كذلك وضمنى إليه، وبكى وبكيت لبكاثه ولا أدرى مما بكاؤه، فقال: يا حكيم ما جئقكم إلا مودعا يا حكيم اذهب إلى المقر فأودع أخى، ثم أعود إلى الأسكندرية، فأبيت بها ليلة وأدخل فى اليوم الثانى قبرى ، فسافر فأقام عند أخيه مدة يسيرة، ثم انحدر إلى الأسكندرية فأقام ليلة، ودخل اليوم الثانى قبره كما قال.
وأخبرنى سيدنا جمال ولد الشيخ قال: ورد رسول الإفرنج إلى الأكتدرية فذهبت لأنظره ولم أعلم الشيخ، فلما جئت قال: أين كنت؟ قلت: هاهنا، قال: لا بل ذهبت تنظر رسول الإفرنج، أتظن أن شيئا من أحوالك يخفى على . كان الرسول لابسا كذا، وراكبا عن يمينه فلان وعن يساره فلان، فوصف الحال على ما كان عليه وأخبرنى عبد العزيز المديونى قال: قال لى الشيخ: يا عبد العزيز سقيت القرس4 وما كنت سقيتها، فقلت نعم خوفا من الشيخ، فقال يا عبد العزيز سقيت الفرس؟ قلت: نعم، فكرر على ذلك مرارا وأنا أقول نعم، وفى المرة الأخيرة قال والله وطار فى الهواء حتى غاب عن بصرى، فلما كان اليوم الثانى قال: يا عبد العزيز ما الذى يحوج الإنسان منكم أن يقول غير الحق، كنت تقول ما سقيتها وماذا كنت أصنع بك؟ إذا كنت لم تسقها، وكنت أنا سمعت الطلبة يقولون من صحب المشايخ لا يجىء منه فى العلم الظاهر شىء، فشق على ان يفوتنى العلم وشق على أن يفوتنى صحبة الشيخ، فأتيت إلى الشيخ فوجدته يأكل لحما بخل، فقلت فسى نفسى ليت الشيخ يطعمنى لقمة من يده، فما استتعمت الخاطر إلا وقد رفع فى فمى لقمة من يده، ثم قال: نحن إذا صحبنا تاجرا ما نقول له اترك تجارتك وتعال او صاحب صنعة ما نقول له اترك صنعتك وتعال، أو طالب علم لا نقول له اترك طلبكم
পৃষ্ঠা ৭২