فالشيخ ابن تيمية وتلاميذه وأحبابه وأنصاره كانت هي هذه الفئة حتما في زمانه فهم الفئة التي حاربت جميع المرتدين والمارقين بالحجة والبيان والسيف والسنان، فلقد حاربوا التتار المعتدين المتلبسين بظاهر الشهادة فقط والمخالفين شرائع الإسلام، وحارب الشيخ كذلك بسيفه طوائف النصيرية، والاسماعيلية والرافضة والباطنية الموالين لأهل الصليب المكفرين لصدر الإسلام، وكذلك لم نبق طائفة من أهل الباطن كأهل الحلول، والتأويل والزندقة وعباد القبور، وأمراء الظلم إلا وقد ناقشهم الشيخ وتلاميذه وأبطلوا حججهم وأظهروا كذبهم وتحريفهم أو جهلهم وانتحالهم..
لقد رأى الشيخ عماد الدين هذه النعم العظيمة على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه، فأخذته الحمية والشهامة ، والعزة على جناب الشيخ العظيم فقام يوصي أتباعه بالشيخ أن يعرفوا له حرمته، ويقدروا له مكانته وينزلوه منزلته.. واترك المجال بعد هذه المقدمة للشيخ عماد الدين ليقدم وصيته الخالدة حيث يقول:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسبحان الله وبحمده، تقدس في علوه وجلاله. وتعالى في صفات كماله. وتعاظم في سبحات فرادنيته وجماله، وتكرم في افضاله وجمال نواله، جل أن يمثل بشيء من مخلوقاته، أو يحاط به، بل هو المحيط بمبتدعاته، لا تصوره الأوهام، ولا تقله الأجرام، ولا يعقل كنه ذاته البصائر ولا الأفهام.
الحمد لله مؤيد الحق وناصره، ودافع الباطل وكاسره، ومعز الطائع وجابره، ومذل الباغي ودائره، الذي سعد بخطوة الاقتراب من قدسه من قام بأعباء الاتباع في بنانه وأسه، وفاز بمحبوبيته في ميادين أنسه من بذل ما يهواه في طلبه من قلبه وحسه، وتثبت في مهامه الشكوك منتظرا زوال لبسه، سبحانه وبحمده له المثل الأعلى، والنور الأتم الأجلى، والبرهان الظاهر في الشريعة المثلى.
পৃষ্ঠা ৭৪