وبنى المسلمون منهم مثل الصومعة من عظامهم وبقيت هكذا إلى نحو الف ومئتين وتسعين فطلب النصارى ازالة تلك العظام فازالوها ولم تغرق سفينه من سفن المسلمين في المرسى بالرح كما غرقت سفن الكفار ولما سمعوا بمجىء النصارى إلى جربة ارسلوا إلى اباضية نفوسة وتابوا وردوا المظالم وجعلوا يقراون القرآن ويدعون الله ويتضرعون اليه سبحانه ولما وصل الخبر اهل نفوسة شرعوا في قراءة القرآن وكبير جزيرة جربة يومئذ هو الشيخ أبو زكرياء وعاملها ابو النجار يونس بن سعيد اسعده الله واسعد به . وقبل ذلك بقليل أخذوا لعنهم الله بجاية وهو المرسى الكبير ووهران وطرابلس الغرب وردهن الله إلى الاسلام بعد ذلك إلى ان ادركناهن في أيدى المسلمين .
(وإن لم تعرف الإباضية) فمنهم اهل عمان كما مر وغير الإباضية في عمان قليل ومدينتهم صحار اعنى كبرى مدنهم قال الاندلسى الشريسى . صحار سوق عمان وهي مدينه كبيرة على ساحل البحر مرساها فرسخ في فرسخ وبلاد عمان ثلاثين فرسخا ماولى البحر سهول ورمال وما تباعد حزون وجبال وهي مدن منها مدينة عمان وهي حصينه على الساحل ومن الجانب الاخر مياه تجرى إلى المدينة وفيها دكاكين اشجار مفروشة بالنحاس مكان الآخر وهي كثيرة النخل والبساتين وضروب الفواكه والحنطة والشعير والارز وقصب السكر وفى الامثال من تعزر عنه الرزق فعليه بعمان وفى احوازها مغاص اللؤلؤ وعمان من احواز اليمن سميت (¬1) بعمان بن سباق القنجديهى صار اسم بلدة بكورة عمان وهي قبضتها مما يلى الجبل اه كلام الشريسى . وعمان اكثر مما قال ولعلها كما قال في زمان وزادت بعده اعمال نسبت اليها وقد دكر القزوينى أنها لاصحابنا .
(
¬__________
(¬1) قوله سميت بعمان الخ كان في العبارة سقطا ولم نجد صحته في اصله وكانت تسمى عندهم تموز ولما احذها العرب سموها عمان باسم وادى كان لهم باليمن (اه) السالمى .
পৃষ্ঠা ৫২