وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم الإمام الكبير في موسم الحج إذ عرض الناس عليه دينهم فلم يرضه حتى عرض عليه أبو عبيدة فقال هذا هو دين الله الذي يدان به.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال لو تعلق الدين بالثريا لناله رجال من أبناء فارس. فقد أحياه الإمام عبد الرحمن بن رستم من الفرس في تيهرت جاء من المشرق.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم أهل أندلس من تلك العدوى وحضر في عقد الإمامة منهم رجلان لعبد الوهاب بن عبد الرحمن المذكور إذ جعلها بعده شورى بين ستة كعمر رضي الله عنه وتمت خمسة (¬1) أئمة كبار عدول أولهم عبد الرحمن.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم الأندلسيون إذ قرأ فيهم الشيخ هود الهواري من هوارة اندلس أوهوارة هذا البر وهو أرجح وقال له شيخه لا يقبل الله دينا يخالف ما أنت عليه.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم عالم مالكي من أهل سجلماسة وهي تفيلالت كان يقرأ مع الإمام يوسف بن إبراهيم في قرطبة من أندلس على شيخ ، والتقيا بعد خروجهما من أندلس في سجلماسة والرجل على فرس والإمام يوسف بن إبراهيم وهو إباضي على جمل فقال له المالكي: ما كنت أحسب أن الطود تحمله العيس فيصتح بين الرحل والقتب. من حملة أبيات.
وما حملك على الشتم للإباضية يا عقبي إنما هو الطمع في أعدائهم أن ينفعوك عليه بشيء والانتقام من إباضي اقتضى دينا أقل من عشرين صولديا وقد وجدت ما تقضي وحملك على تأويل الآيات بما يحب القوم الطمع في القوم أن يردوك في إمارة أسقطوك عنها لزلل منك أو في مثلها وإذا حاولت أمرا بمعصية الله كنت أبعد مما ترجو وأقرب مما تتقي فاعلم أنه لا يزول عنك الفقر إن شاء الله العزيز القهار حتى تتوب من ذلك الشتم ومن تأويل الآيات عن شأنها وعن إزاغتك العامة عن دينهم.
(
¬__________
(¬1) قوله خمسة أئمة كبار أولهم عبد الرحمن بن رستم ثم ابنه عبد الوهاب ثم ابنه أفلح ثم ابنه محمد ثم ابنه يوسف (اه) سالمي.
পৃষ্ঠা ১৩