(¬2) قوله وهو من الإباضية انظر ما معنى قوله وهو إباضي والنسبة انما كانت بعده ومن المعلوم قطعا أن جابرا عمدة المذهب وإن ابن إباض ينافح بالحجج وكان وقتهما متقاربا والأول قبل الثاني بيسير ولعل وجه النسبة أنه لما كان على طريقة واحده وكان من بعدهما على سبيلهما صار أولهم وآخرهم واحدا وبهذا المعنى يجاب عن قول ابن النضر في أهل النهر من الاباضيين اهل الوجل وحاصل القول أن الإباضيين اسم للمحقين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم ابن عباس إذ قال إن كان جابر بن زيد في هذه البلاد فهذا الكلام منه إذ سمع قائلا وهو جابر بن زيد يقول من المصلى فوق الكعبة لا صلاة له أي أنه لا قبلة له.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم أنس بن مالك قال الحصين لما مات جابر بن زيد وبلغ موته أنس بن مالك قال مات أعلم من على وجه الأرض أو قال مات خير أهل الأرض.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم قتادة إذ قال قودوني إلى قبر جابر فمس قبره فقال الآن مات عالم العرب.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم الحسن البصري وثابت البناني إذ صاحبا جابر بن زيد وتذاكروا وحضروا موته وقال للحسن اذكروا حديثا في موت المسلم فقال عنه صلى الله عليه وسلم إن المؤمن يجد بردا على كبده فقال جابر اللهم إني أجد بردا على كبدي.
(وإن لم تعرف الإباضية) فقد عرفهم (¬1) زياد النجار لما تبحر في العلم ووجد الناس مختلفين في أقوالهم في الدين وآرائهم فيه قال إن لله تعالى دينا تعبد به عباده لا يعذر جاهله ولا الشاك فيه فخرج طالبا للعلم ما هم عليه الإباضية من الدين وكلما لقي عالما أو منسوبا لعلم سأله عن اعتقاده ومذهبه ما هو فإذا أخبره قال له الحق غير ما تقول حتى لقي أبا عبيدة وهو إباضي سأله عن مسائل شتى من العقائد وغيرها فكلما سأله فأجابه قال هذا هو الحق ودين الله الذي يدان به .
(
¬__________
(¬1) قولة زياد النجاري صوابه خلف بن زياد البحراني صار بعد رجوعه إلينا إماما مقتدى به في العلم حتى إن القلهاتي ذكره في سلسلة المذهب ولنا في نقل المذهب طرق صحيحه عن صديقين من فحول العلماء لو قلت إنهم أفضل من ملائكة السماء ما اخطأت لا يسع المقام ذكرهم فهم الواسطة بيننا وبين نبينا صلى الله عليه وسلم ولم نحتج في أخذ ديننا إلى مرجئ أو متسمع فالحمد الله على البصيرة.
পৃষ্ঠা ১২